العائلة، هي الوحدة الاجتماعية

الأولى في حياة الطفل،

والمسؤولة الأساسية عن

تربيته وتعليمه عن أهمية

المجتمع والتعاطف والحبّ

غير المشروط والثقة.


ولمّا تتفكك هذه الوحدة،

تتحوّل حياة الطفل، بنتاً أم صبي،

إلى أشلاء حياة؛

فدماغ الأطفال البريئة و

قدراتهم المحدودة تعجز عن

استيعاب الأسباب والتعقيدات


العاطفية والظرفية التي

آلت إلى قرار الوالدين


بالانفصال...

وهذا أمر مفهوم وطبيعي ومنطقي!

لكن، وبحسب دراسة طوليّة

عن صحة المراهقين استمرّ

العمل عليها مدة 13 سنة،

تبيّن بأنّ تفكّك العائلة لا يؤثّر


في الصغار سواسية، بحيث

يخصّ نفسية الفتيات و

شخصيّتهنّ بضربةٍ من حديد،

يغدونَ على أثرها كورقةٍ في

مهبّ الرياح العاتية:

عرضةً للمشاكل الصحيّة وفي


حالةٍ من الحزن الشديد والكآبة

التي لا يُشفي غليلها وجود أي


ذكر بديل عن الأب،


سواء أكان عمّاً أم خالاً أم

زوج أم.

ولعلّ الفئة العمرية الأكثر تأثراً


بالطلاق أو الانفصال وانهيار


صورة العائلة التقليدية،

هي الفئة التي تتراوح أعمارها


بين السادسة والثامنة وتكون


الفتاة فيها مأخوذة بألعابها

ودماها وغير قادرة بعد على


التعامل مع مشاكل الكبار

وحياتهم العاطفية المعقّدة...

فيأتي الطلاق بمثابة شرخٍ لنموّها

الذي ينحرف عن مساره ولا

يعود يصطلح، لا بل يزداد تعقيداً


ويستمرّ إلى ما بعد مرحلة

المراهقة، اكتئاباً مزمناً أو


صحة جسديةً هشة أو إدماناً

على التدخين، إلخ.

بإختصار، يُمكن لتفكّك العائلة


بالطلاق أن يترك أثراً عميقاً في

الصحة النفسية للفتاة الصغيرة.

من هنا، ضرورة استنفاذ

الوالدين كلّ الطرق والسبل


الإصلاحية المتاحة أمامهما


لترميم العلاقة التي تربط بينهما


قبل القيام بأيّ خطوة


تُخرّب حياة أبنائهما.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى