والأَجرُ ليسَ على قَدر المَشَقّة !

وإنّما الأَجرُ على قَدرِ الإخلاص.. والتَجَرُّد.. وتَوحيد الوجهة والمَقصد والسَّبيل..
ولو جوهِدَت في ذلك النَّفسُ وزُلزِلَت زلزالاً شَديدًا !
فَكَم من باذِلٍ يَزعُمُ في بَذلِه أن "هي لله".. والله ورَسولُه من بَذلِه وتضحيته وتجارَته الكاسدة بَراء !
واللهُ يا دَعِيُّ لا يُخدَع.. ولَن تَرضي نَفسَك وتَرضيه في آن.. ولو أَرَقتَ دَمَكَ على الأعتابِ في غيرِ ما يُحِبُّ ويرضى.
وإنما الأَجرُ.. للذين باعوا أنفُسَهم لله.. وقبلوا بالجَزاء الذي ارتضى لهم.. على أن لا يَكونَ
لأنفسهم من أنفسهم دونِه شَيئاً.. ولا يَعلو على عهدهم مَعه شَيءٌ.. و يُسَلِّموا تَسليمًا !


أما الذي خانَ اللهَ وخانَتهُ نفسُه.. وأغوَته وزَيَّنَت له وازَّّيَنَت.. وقالت له حَسبُك من الخير
ما وَقَرَ في قَلبِكَ وطيبِ الطَوِيّة والنوايا.. ويَجبُرُ دَمُك فساد منهجك وعملك.
فهيهات هيهات أن يَبلُغَ المَنزِل وطُهر الاصطفاء.. وقَد قَبِلَ أن يشرب من البِئرِ الآسِنة ..
وهو يَحسَبُ أنه يُحسِنُ عَمَلاً !
واكتفى بِجَعلِ نَصيب رَبِّه منه قَولَة "هي لله".. "و إنما الأَجر على قَدر المشقة"


ونَسي أو تناسى.. أن وَعدَ الله ونَعيمه.. وأَجره وفَراديسِه.
إنما هي لِمَن آمَن.. واتقى.. وعَمِلَ صالِحًا ثم اهتدى !
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى