سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

الإيكونومست

&#00

aaa
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
30/3/2013
كانت الأمور في بداية هذا العام تسير بشكل جيد نوعا ما عسكريا و سياسيا بالنسبة للمعارضة السورية المتناحرة و المنقسمة و حلفائها من المتمردين. لقد وعدت الحكومات الغربية بتقديم المزيد من المساعدات للائتلاف الوطني السوري الجديد, الذي يشكل مظلة للمعارضة في المنفى, و ذلك من أجل توزيعها على المتمردين الذين يقاتلون نظام بشار الأسد على الأرض. وقد ظهر معاذ الخطيب, رئيس التحالف, كسياسي هادئ أكثر شعبية من سابقيه يسعى لتوحيد المعارضة السورية. ولكن التحالف واجه حالة من الفوضى في 24 مارس عندما قدم السيد خطيب استقالته.
لقد تعرض السيد الخطيب الذي كان يحظى باحترام واسع وكان يعمل كداعية في أحد أكبر مساجد دمشق للإحباط بسبب رفض التحالف توسيع مظلته والإنصات إلى الأفكار الجديدة. القضية التي شكلت نقطة فاصلة هي عملية اختيار غسان هيتو كرئيس لوزراء الحكومة المؤقتة. وقد اتهم أعضاء ساخطون من المعارضة الإخوان المسلمين بتقوية موقف السيد هيتو, مع أنه رجل أعمال مغمور أمضى الكثير من سنوات عمره في تكساس. و أعقب ذلك استقالة أعضاء بارزين احتجاجا منهم على ما حصل, بينما قال رئيس الجناح العسكري للمعارضة سليم إدريس إنه لن يقبل بسلطة السيد هيتو.
السيد الخطيب, الذي حظي بموافقة أمريكية, كان يشعر بقلق شديد من تشكيل حكومة مؤقتة, لاعتقاده أنها سوف تصعب من مهمة المعارضة في التفاوض مع النظام السوري, وهو أمر جدلي كان قد أعلن أنه على استعداد للقيام به. القطريون و الإخوان المسلمون, الذين يبدو أنهم يفضلون هيتو, اتخذوا موقفا أكثر صلابة, وأصروا على رحيل الأسد كشرط مسبق لأي مفاوضات.
مثل هذا اللغط يمكن أن يحول التحالف إلى “جثة هامدة”, كما يقول فواز تلو, وهو عضو مستقل في المعارضة. التنافس بين الداعمين الأجانب يلقى عليه جانب من اللوم, وفقا لسلمان الشيخ, الذي يرأس فرع قطر لمعهد بروكنغز –واشنطن. لقد حصلت المعارضة على المقعد الرسمي لسوريا في اجتماع الجامعة العربية في 26 مارس في قطر. وبكل الأحوال فإن السيد الخطيب لا زال يترأس الوفد السوري, كإشارة ربما على أن قطر لا زالت تعترف بأهميته.
في أي حال, قد تجد الحكومات الغربية أنه ومع تقدم الوقت فإنه من الصعب ممارسة أي نفوذ على المقاتلين في الميدان, بغض النظر عن المعارضة في المنفى. مؤخرا قامت الولايات المتحدة و العديد من الدول الأوروبية بتكثيف جهودهم لمساعدة المتمردين. بريطانيا و فرنسا تريدان من جانبهما تسليحهم, على الرغم من رفض غالبية أعضاء الإتحاد الأوروبي لفكرة رفع حظر السلاح المفروض عليهم حاليا.
الإدارة الأمريكية لا تزال ترفض تقديم السلاح مباشرة ولكن السي آي أيه تقوم بتقديم معلومات استخباراتيه و تدريب المقاتلين على الأقل. وفقا لتحقيق أجرته نيويورك تايمز, فإن الوكالة مشتركة في عملية سرية لتسليح المتمردين و هي تحاول تحديد الجماعات التي يجب أن تتلقى السلاح المقدم من دول الخليج العربي من خلال تركيا و الأردن. كما يبدو أنها مصممة على منع نقل أسلحة مضادة للطائرات, خوفا من وقوعها في أيدي الجهاديين.
وفقا لهوغ غريفثز من معهد ستوكهولم لأبحاث السلام, وهو مركز دراسات سويدي, فإن الطائرات القطرية بدأت بنقل السلاح منذ شهر يناير العام الماضي. ومن ثم انخرطت كل من الأردن و السعودية. وقد ازداد عدد الرحلات الجوية منذ شهر ديسمبر, مع وجود عدد كبير من الشحنات القادمة من كرواتيا. ويضيف السيد غريفثز :”بتقديرات متحفظة فقد قاموا بنقل ما لا يقل عن 3500 طن, و كلها وجدت طريقها إلى داخل سوريا و بالتأكيد فإنها سوف تغير من توازن القوى على الأرض –وهو أمر لم يحصل لحد الآن”.
إحدى أهداف السياسة الغربية مواجه حلفاء الأسد, الذين لا زالوا يحاولون دعم نظامه. وزير الخارجية الأمريكي فشل مؤخرا خلال زيارته إلى بغداد في إقناع الحكومة العراقية وقف السماح للطائرات الإيرانية بالتحليق فوق المجال الجوي العراقي. و لكن البعض يقول أن الأسد حصل عل عدد أقل من السلاح من روسا و إيران مما حصلت عليه المعارضة من أماكن أخرى. حزب الله اللبناني الشيعي قد يكون منخرطا في مساعدة السيد الأسد في إنشاء قوة غير نظامية للقتال إلى جانب جيشه.
لربما فات الأوان على الحكومات الغربية لتحقيق هدفهم المتمثل في دعم المعتدلين ما بين المتمردين الذين تزداد ميولهم الإسلامية. المقاتلون الإسلاميون, من بينهم جبهة النصرة, التي اعتبرتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية, يمتلكون تسليحا و تنظيما أفضل مما لدى الآخرين. بعض الأسلحة التي تتضمن صواريخ إم 79 المضادة للدبابات التي كان يجب أن تتوجه للجماعات المعتدلة يبدو أنها وقعت في أيدي جبهة النصرة و إسلاميين آخرين.
مع تزايد التدخل الدولي, فإن جيران سوريا يصارعون من أجل تجنب الانجرار نحو المعركة. تركيا و الأردن يخشون من أن السيد الأسد قد يعمل على الانتقام منهم. في 26 مارس أغلقت الأردن المعبر الحدودي الرئيس مع سوريا. وقبل يومين من ذلك, قامت إسرائيل التي بقيت بعيدة عن الصراع, بإطلاق صواريخ داخل سوريا بعد أن تعرضت لإطلاق نار في مرتفعات الجولان. كما اندلعت اشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية, حيث أصبح المقاتلون السنة المتحالفين مع المتمردين السوريين أكثر جرأة. القوى الخارجية أصبحت متورطة في سوريا, كما أن خطر انتشار حرب سوريا خارج الحدود يتصاعد بوتيرة متسارعة.
 

عودة
أعلى