سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

بقلـم كيزيا ردجواي

05 ابريل/نيسان 2013

فيلادلفيا، بنسلفانيا – إذا ذهبْتَ إلى فيلادلفيا اليوم، سترى متاجر بوتيك صغيرة ومحلات خياطة موجهة للصبايا المسلمات اللواتي يملأن أحياء المدينة المتنوعة. تستطيع كذلك أن تجد عروض أزياء تعرض العباية والنقاب، المفضلة لدى عدد قليل من المسلمات الأمريكيات. مشهد الموضة في فيلادلفيا يزداد اتساعاً، ويثبت أن سلسلة من الجرائم في فيلادلفيا والمنطقة المحيطة بها من قبل مجرمين يرتدون العباية والنقاب والبرقع لا يمكن أن تؤدي إلى نبذ المسلمين من المجتمع الأوسع أو تخلق وصمة تتعلق بذلك اللباس.</p> نتج عن سلسلة من السرقات خلال السنتين الماضيتين ارتكبها سارقو بنوك يلبسون البرقع، وحادثة اختطاف طفلة عمرها خمس سنوات من صف مدرستها في فيلادلفيا من قبل امرأة تلبس العباية والنقاب، نتج عنها في البداية تفرقة لا ضرورة لها ضد النساء المسلمات في مدينة أصبح فيها الإسلام والمسلمين جزءً لا يتجزأ من التركيبة متعددة الثقافات.

روت ساهرة تايلور، وهي مسلمة محلية من فيلادلفيا تلبس النقاب لصحيفة مدينة فيلادلفيا أنها شعرت بأنها منبوذة بعد أن وبّخت امرأة أطفالها لأنهم اقتربوا كثيراً منها، قائلة: “أنتم تعرفون أن هؤلاء النساء المسلمات يخطفن الأطفال.”

إلا أن النساء المسلمات في فيلادلفيا استمتعن بثقافة مزدهرة حول الموضة المتواضعة لسنوات عديدة، ويستخدمونها ليطالبن بحصة في المعنى المتعلق بلباسهن. هناك مناسبات في عطلة نهاية كل أسبوع تقريباً تعرض بائعين لأحدث الموضات، مثل العبايات والسترات المنزلية العصرية إلى أغطية الرأس ذات الألوان الزاهية المستوردة حديثاً. ويقيم مسجد جنوب فيلادلفيا المتّحد، وهو مسجد محلي، عرض الأزياء السنوي الخامس عشر هذه السنة، ويشكل شهادة على طول عمر مشهد الموضة المسلم في فيلادلفيا.

ويشكّل مؤتمر الموضة تحت عنوان “أريني كيف أغطّي” Show Me How 2 Cover”” الذي عقد يوم 2 آذار/مارس 2013 مثالاً آخر على هذه الثقافة المزدهرة. تدفّقت مئات من النساء المسلمات إلى داخل المبنى لمشاهدة آخر عروض الموضة من المتاجر ومحلات الخياطة، المحلية والبعيدة. يمكن للحجابيات المحلّيات اللواتي حضرن الحدث أن يدهشن هؤلاء اللواتي لم يعلمن أن بإمكان أحدث موضة أن تنسجم مع الإسلام. شاهدَت بعض النساء مجالاً واسعاً من العبايات والبراقع المختلفة إلى جانب النقاب وحقائب لوي فيتون، وأغطية رأس من تارغت وألبسة من أتش أند إم وأحذية ملونة بكعوب عالية رفيعة.

ويذكر حديث شريف نُسَب إلى النبي محمد (ص) أنه سُئل: “ماذا لو أحب أحدهم أن تكون ثيابه وحذاؤه جميلة؟” أجاب النبي: “يحب الله أن يرى نتائج نعمته على عبيده.” (الترمذي 2819).

في الوقت الذي يَزدهِر فيه مجتمع الموضة المسلم منذ سنوات في فيلادلفيا، فقد وضعه إعلام التيار الرئيس في المقدمة وفي المركز، ففي عدد 13 آذار/مارس 2013 من صحيفة مدينة فيلادلفيا، فعلت الصحيفة ما لم تفعلْه أية صحيفة من التيار الرئيس في فيلادلفيا من قبل، حيث كتبت تقريراً إيجابياً حول الإيمان والموضة في فيلادلفيا على صفحتها الأولى، ومعها صور لحجابيات محليات يلبسن ثياباً على الطراز الغربي وغطاء رأس وحجاب يغطي الوجه. من الجميل أن نجد امرأة مسلمة تختار لبس غطاء الرأس، ونسبة صغيرة تختار تغطية وجوههن، وجميعهن مرحّب بهن كجزء من ثقافة فيلادلفيا.

إضافة إلى ذلك، تجتذب مدونات مثل Philly Hijabis Killing it، ومحلات خياطة مركزها فيلادلفيا مثل M’Squared Fashunz، التي أخرجت عروض موضة حضرها جمهور كبير، حضوراً من وراء الجالية المسلمة، ومصممات موضة مثل سنية بلال نم CurioStyling, Inc.، مستمرات بكسب الشعبية عبر المدينة.

لبست سنية بلال أثناء عرض أزياء مؤخراً الحجاب تحت الأضواء في الجزء الخاص بها وعنوانه Hijabi Couture. “لقد كان تجاور جيد رؤية نساء يلبسن أحدث منتجات الموضة يملأن ممر عرض الأزياء، بعد دقائق قليلة من نساء يلبسن ثياباً لم تترك سوى القليل لتخيلات المشاهد.” هنأت امرأة غير مسلمة متحمسة للموضة على صفحة Curiosity Styling Instagram المصممة على “عمل رائع”، وأسمت امرأة أخرى الجزء “ابتكاري”.

رغم الجرائم الأخيرة، إلا أن حضور المسلمين في فيلادلفيا، والحجابيات بشكل خاص، بقبضتهن القوية على الموضة، يساعد على مكافحة احتمالات التصوير النمطي السلبي ومنعه من الاستحواذ على المدينة. تشكّل النساء المسلمات في فيلادلفيا جزءاً لا يتجزأ من المدينة، وتبرز الصور النمطية من جانب وسائل الإعلام غير المسلمة والردود الإيجابية من جانب المواطنين غير المسلمين في فيلادلفيا هذه الظاهرة.

###

* كيزيا ردجواي مدرّسة تاريخ ومدوّنة في مجال الموضة ومرشدة من الجزء الأعلى من مدينة فيلادلفيا. كُتب هذا المقال لـ خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية.


مصدر المقال: خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية، 5 نيسان/إبريل 2013
خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية.
تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى