العراق اليوم

مراسل صقور الأبداع من العراق

طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم السبت، بطردالأطباء الذين يتغيبون عن عملهم في المستشفيات، واكد أن غيابهم سبب الموت للكثير من المرضى، فيما أعلن برأته من أنصاره الذين “يستغلون اسم ال الصدر” للتدخل في عمل المستشفيات.

وقال مقتدى الصدر ردا على سؤال من قبل عدد من أنصاره بشان عدم التزام الكوادر الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية بالدوام الرسمي وصرف الوقت في أعمالهم الخاصة وتفرغ بعضهم عن الدوام، وتسلمت (المدى برس)، نسخة منه، إن “عدم حضورهم إلى الدوام والى مواصلة مرضاهم او مزاولة أعمالهم فيه اكثر من احتمال منه غياب للضرورات ويجب ان يكون وفق اطر القوانين التي تسير عليها المستشفى, فان زاد على ذلك اصبح ذنبا ويستحق العقوبة”.

وأضاف الصدر أن ” يكون عدم حضورهم عن تقصير وعمد وهذا ما يستحق من المسؤول الحزم أن لم يكن مثلهم وبتالي يجب طرد الجميع بدون محسوبية او وساطات”، مؤكدا أن “عدم حضور الأطباء و الإداريين والعاملين قد يؤدي إلى ازدياد المرضى او الموت، وهم بذلك سيكونون مقصرين أمام الله وأمام الشرع وقد يستحقون العقوبة الشرعية”.

وشدد زعيم التيار الصدري على ضرورة “وضع أسس ونظم وقوانين لا مجال معها للغياب عن الدوام”، مشيرا إلى أن “الطبيب اذا كان هدفه المال او الدنيا فهو لا يستحق منا الاحترام وعليه لعنة الله والملائك والناس أجمعين”.

وبشان تدخل بعض الذين يدعون بانهم ينتمون إلى التيار الصدري بكل مفاصل عمل المستشفيات أشار إلى أن أولئك “لعنهم الله وانا براء منهم إلى يوم الدين”، لافتا إلى أن “يجب معاقبتهم بالعقوبة القانونية الملائمة لهم ولا يستثنى من ذلك احد، كما انه يجب مقاطعتهم وعدم دعمهم بشيء على الإطلاق”.
وكانت (المدى برس) كشفت في (29 كانون الثاني 2013)، عن قيام مجموعة مسلحة عرفت نفسها بأنها من تنظيم “عصائب أهل الحق” بهاجمة مستشفى الإمام علي والاشتباك مع امن المستشفى الاعتداء بالضرب على الأطباء والعاملين فيها، كما نشرت (المدى برس) سلسلة تقارير عن تهديدات قامت بها المجموعة ضد العاملين في المستشفى من المجموعة نفسها التي توعدتهم بالقتل في حال مضييهم برفع دعوى قضائية ضد افرادها.

وحصلت (المدى برس) بعد أيام من كشفها موضوع الهجوم المسلح على المستشفى عادت وكشفت على معلومات زودها بها الاطباء والعاملون في مستشفى الإمام علي تؤكد أن زعيم العصابة التي تهددهم يدعى فاضل وافي وهو من عصائب أهل الحق وانه قد عاد إلى المستشفى وترك لهم ورقة حملت كلمة “راجعيلكم” وأكدوا أن ذلك كان كفيلا ببث الرعب بين جميع اعضاء الكادر الطبي والعاملين.

لكن حركة أهل الحق (عصائب أهل الحق)، اكدت حينها لـ(المدى برس) أن المجموعة المسلحة التي هاجمت مستشفى الإمام علي في مدينة الصدر لا تنتمي إليها، وشددت على أن الجهة التي قامت بهذه الحادثة “معروفة للجميع” من دون إيضاح، لافتة إلى أنها شكلت وفدا لزيارة المستشفى وتبرئة موقفها.

وعلى الرغم من تبرؤ العصائب من مهدد الأطباء فإن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كان اصدر بيانا في الأول من شباط 2013، اكد فيه أن “منشقا عنه يدعى (فاضل وافي) وجماعته نفذوا هاجموا مستشفى الأمام علي في مدينة الصدر”، وحذره من تكرار تهديده للأطباء والمستشفى، وبين أن “هذا المنشق لا يمت بالأخلاق الإسلامية ولا إلى أخلاق آل الصدر بصلة”.

ويستخدم الصدر تعبير “المنشق” لوصف اتباع حركة “العصائب” الذين انشقوا عن التيار الصدري، ودعا الصدر في بيانه حينها الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات بحقه وبحق المسؤولين “ليكونوا عبرة لغيرهم من المفسدين”، الذي “يثيرون الرعب” في نفوس الأطباء والعاملين بمستشفى الإمام علي بمدينة الصدر.

وتسجل حالات الاعتداء بالضرب والتهجم على الأطباء لأسباب الشرف بفعل المجتمع العشائري من وقت لآخر في مستشفيات بغداد وباقي المحافظات، إلا أنه لم يتم تسجيل أي هجوم مسلح على مستشفى منذ انتهاء الحرب الطائفية في العام 2007 عندما كانت ميليشيات الأحزاب المختلفة تقمع الأطباء وتجبرهم تحت تهديد السلاح والضرب على معالجة جرحاهم وإنقاذهم.

وبالنسبة للعاملين في مستشفى الإمام علي فإن تبرؤ الصدر والعصائب من فاضل الوافي واعتراف وزارة الصحة بسطوة الوافي حتى على الشرطة لم يزدهم إلا رعبا، وتعلق إحدى الطبيبات من المستشفى في حديث إلى (المدى برس) على ما جاء في ندوة وزارة الصحة بالقول “أنا بت اليوم على قناعة أننا نعيش في عصر البطاطية والوافية”.

وتضيف الطبيبة التي شددت على عدم نشر اسمها خوفا من انتقام الوافي، بسخرية ممزوجة بالإحباط “يا حكومتنا إذا الصدر والعصائب تتبرأ والصحة تعترف بأن ابتزاز الاطباء أمر واقع وعليهم تحمله ومدير الشرطة يخاف من التهديد لعد منو اللي يحمينا؟؟ أمي العجوز أو أخي الصغير؟؟”.

وكان الدكتور صلاح الحداد وهو أحد الأطباء الذين تعرضوا للاعتداء في حديث إلى(المدى برس)، في (الثاني من اذار 2013)، اكد أن “ظاهرة الاعتداء على الاطباء لا يمكن السيطرة عليها من دون تضافر الجهود من جميع الجهات”، مبينا أن “العام الماضي شهد 68 حالة اعتداء على أطباء في بغداد وحدها تطلب بعضها إدخال الاطباء الى المستشفى بسبب الجروح والاذى”.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى