ان المتأمل لحال النفس البشرية سيجد عجبا .فأحيانا تكون


ممتلأة بالحيوية والاقبال علي الحياة وتزليل العقبات وارادة



أحيانا ماتقهر المستحيل ...


وأحيانا أخري نجدها ضعيفة مقهورة تهوي الانطواء والانزواء


والعزلة حيث الوحدة المطلوبة للابتعاد عما يواجهها من مشكلات


وعقبات والاكتفاء بما حققته سابقا والقاء اللوم علي الاخرين


وبين هذا وذاك هناك أوراق تحتـاج الي تـرتيب ...




ورقة العمر ..




نحيا علي هذه الأرض ماقدر الله لنا من من عمر .له بداية وحتما


له نهاية .وننسي بل ونتناسي أحيانا أن لنا ساعة سنحمل فيها


علي الأكتاف وكتاب به أوراق سطر فيه ما قمنا به من خير


وشر .وخلفنا من ورائنا ورقة في قلوب الناس فاما تكون ترحما


علينا ودعاء واما أن تكون سخط علينا واذدراء ..


ان كنا لن نأخذ معنا بيوتا ولا مالا ولاشيء سوي صحيفة الأعمال


المليئة بالأوراق .فلماذا لا نحسن كتابتها ...



ورقة الصحة ..




اذا أردنا أن نعرف قيمة ونعمة الصحة والعافية فلننظر الي ما


ابتلاهم الله بالأمراض ولنذهب الي المستشفيات لنحمد الله عز


وجل علي أننا أصحاء ولكن هل نحن استخدمناها واستعملناها في


الخير وهل نحن سخرناها في أبواب الطاعة ام أننا اعتقدنا أيضا


أن المرضي هم فقط المرضي ونحن أصحاء حتي أتانا المرض


وذبلت ورقة الصحة ..وبتنا نندم علي ما فات وما قدمنا وماكان


من الممكن أن نقدم بهذه الورقة لله وأيضا للناس ...




ورقة المال ..



نعم ان المال لا غني عنه في حياتنا فنركض خلفه ونخطب وده


ونحشد خلفه الحشود ونعطي من أجله الوعود علي الرغم أن


الرزق عند الله مكتوب ومحسوب والسعي اليه مطلوب ..ولكن من


اكتسبه من حلال وأنفقه في حلال أو من أقام زكاته وحق الله فيه


ومن فرج عن مؤمن كربه به فذاك هو المطلوب ..أما التناحر


والتشاحن والبغض والحسد لخلق الله من أجل بعض الأوراق التي


سنتركها من خلفنا يسعد أو يشقي بها غيرنا ونحاسب عليها نحن


فلابد من اعادة ترتيبها كما ينبغي أن تكون ...





ورقة القناعة ..





من المعلوم أن القناعة هي الرضا بما أعطانا الله من خير وعدم


البحث خلف ماحرمنا منه فما حرمنا منه لا شك أنه خير لنا وان


كنا لا نري ذلك دائما ...أن نبحث فيما عندنا وننميه ونوظفه


أفضل توظيف خير لنا من النظر الي ماحرمنا منه فما حرمنا منه


لن يأتينا الا اذا أراد الله عز وجل ذلك ....ويجب أن ينبع الرضا من


القلب وليس من اللسان فشتان مابين ما يقوله اللسان وما يخفيه


القلب وعندما بحثت عن القناعة وجدتها أيضا رزق فهناك من


رزق القناعة وهناك من حرم منها ...




ورقة الستر ...




لا شك ان جميعنا قد جرب ستر الله عليه فمنا من تمادي وظن أنه


في ستر دائم ونسي ان الذي أسبل عليه ستره قادر علي أن


يفضحه علي رؤوس الأشهاد ومنا من خشي ربه في سره قبل


علانيته ليكون باطنه كظاهره لا فرق ...


اخواني الأعزاء انها أوراق من أوراق كثيرة تحتـاج الي مراجعة


مستمرة منا والا نغفل عنها فالحياة مهما طالت قصيرة فبولادتنا


تكتب لنا أول ورقة وتتوالي الأوراق حتي ورقة الوفاة نأخذ أوراق


معنا ونترك أوراق فلماذا نهتم بما نترك ونهمل ماسنأخذه معنا
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى