الدكتورة هدى

.:: إدارية الأقـسـام العامـة ::.

تأخير قضاء رمضان حتى دخول رمضان الثاني


لم أفطر في رمضان بسبب الحيض ، وهذا منذ عدة سنوات. لم أصم هذه الأيام حتى الآن. ماذا علي أن أفعل؟

الاجابة
واتفق الأئمة على أن من أفطر أيام رمضان يجب أن يقضي تلك الأيام قبل حلول رمضان القادم.
واستدلوا بذلك بما رواه البخاري (1950) ومسلم (1146) عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان يكون عليّ الصّوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان وذلك لمكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
قال الحافظ:
ويؤخذ من حرصها على فعل ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر.
إذا أخر قضاء الصوم عن رمضان التالي ، فله حالتان:
الأول:
إذا كان التأخير بعذر ، كأنه مريض واستمر المرض حتى دخول رمضان التالي ، فلا حرج عليه من التأخير لعذره. لا يمكنه فعل أي شيء سوى السداد فقط. لذا فإن عدد الأيام التي أفطر فيها يتسع
الحالة الثانية:
أن يتأخر في القضاء بغير عذر ، كأنه قادر على القضاء ، لكنه لم يقضيه حتى رمضان القادم.
وهذا إثم بتأجيل القضاء من غير عذر ، واتفق الأئمة على أنه يلزمه القضاء ، لكنهم اختلفوا في إطعام مسكين عن كل يوم أم لا.
وذهب الأئمة مالك والشافعي وأحمد إلى وجوب إطعامه. واستدلوا بذلك عن بعض الصحابة كأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم.
وذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أنه لا يلزم إطعام القضاء.
واستنتج أن الله تعالى لم يأمر من أفطر من رمضان إلا بالقضاء ، ولم يذكر إطعام.

وهذا القول الثاني اختاره الإمام البخاري رحمه الله ، فقال في صحيحه:
قال إبراهيم - يعني: النخعي -: إذا فاته حتى يأتي رمضان آخر صامهم ولم ير عليه طعامًا ، وذكر عن أبي هريرة وابن عباس أنه يطعم. ثم قال البخاري: لم يذكر الله الرضاعة ، بل قال: (فَأَيَّامٌ مِنْ أَيَّامٍ).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو يفيد أنه لا يلزم إطعام:
وأما أحاديث الصحابة فتقدم حجتها إذا خالفت ظاهر القرآن وهنا وجوب الرضاعة يناقض ظاهر القرآن لأن الله تعالى لم يطلب إلا عدة أيام من أيام أخرى. لم يأمر بأكثر من ذلك. لذلك لا نلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به إلا بدليل أنه براء مما ورد عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهما ، أنه يجوز حمله على أنه مستحب لا كشرط. أوه

وعليه فالواجب قضاء الصوم فقط ، ومن أخذ الحيطة وأطعم عن كل يوم مسكيناً فهذا خير.
وعلى السائلة - إذا تأخرت في قضاؤها بغير عذر - أن تتوب إلى الله تعالى وتعزم على عدم العودة إلى مثل هذا الشيء في المستقبل.
والله تعالى مسئول عن إعانتنا على ما يحب ويرضى.
الله اعلم.​
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى