معلومات الصيام
مرتبة الصيام
الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة كما في حديث جبريل لما قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أخبرني عن الإسلام، فقال: “أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان..” الحديث (رواه مسلم)، وكما في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “بني الإسلام على خمس .. ـ وذكر منها ـ وصوم رمضان..” الحديث (رواه البخاري ومسلم).


المقصود من الصيام
والمقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، فالجوع يكسر من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة، وهو كذلك يضيق مجاري الشيطان، وهو سر بين البعد وربه، لا يطلع عليه سواه، وقبل ذلك كله هو عبادة لله، فالصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله، وذلك حقيقة الصيام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة، فإذا كان صوم يوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله، فليق: إني صائم، إني صائم” (رواه البخاري)


فضل الصيام
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “..ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم)
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “..والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم، أطيب عند الله من ريح المسك”، ثم قال الله عز وجل: “يترك طعامه، وشرابه، وشهوته من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها” (رواه البخاري)
وقال أيضاً: “إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، فلا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد” (رواه البخاري)


تعريف الصيام
الصيام في اللغة؛ هو الإمساك، ومنه قول مريم عليها السلام: (إني ندرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً) (مريم: 26).
والصيام في الشرع؛ هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلي غروب الشمس.


حكم الصيام
والصيام واجب بالكتاب، والسنة، والإجماع: أما الكتاب، فقد قال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} (البقرة: 183)
وقال تعالى في فرض صيام رمضان:
{فمن شهد منكم الشهر فليصمه} (البقرة:185)


وأما السنة:
فقد قال الأعرابي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أخبرني عما فرض الله على من الصيام، قال: “شهر رمضان”، قال: هل على غيره؟ قال: “لا، إلا أن تطوع”. (رواه البخاري ومسلم)
وأما الإجماع: فلقد أجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان. ويجب صيام شهر رمضان بأحد أمرين:
الأول: رؤية الهلال،
فلقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا”، أي الهلال. (رواه البخاري ومسلم)
الثاني: إتمام شعبان ثلاثين يوماً، فالشهر العربي لا يزيد عن الثلاثين،
فلقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “فإن غم عليكم، فأكملوا عدة شعبان” (رواه البخاري ومسلم)
ولا يصح شرعاً الاعتماد على الحسابات الفلكية لمنازل القمر، لأني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يرشد أمته إلي ذلك، ولو كان خيراً لدلنا عليه، ولأنه إنما علق وجوب الصوم على الرؤية، وإلا فعلى إكمال شعبان ثلاثين يوماً، فلا يجوز تعليق وجوب الصوم على أمر آخر،
ولقوله صلى الله عليه وسلم: “إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا، وهكذا”
ـ يعني: مرة: تسعة وعشرين، ومرة: ثلاثين. (رواه البخاري). وإن حال دون رؤية الهلال غيم أو تراب في آخر شعبان، فهو يوم الشك، ولا يجوز صيام يوم الشك على سبيل الوجوب، ويجوز صيامه إذا وافق صياما يصومه أحدنا
لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “لا تقدموا رمضان بصوم يوم، أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم” (رواه البخاري ومسلم)
وقد صامه عبد الله بن عمر وغيره على سبيل الاحتياط، والاحتياط ليس بواجب. وإذا رأى الهلال أهل بلد وجب عليهم الصوم، ووجب كذلك على من كان في حكمهم بأن توافقت مطالع الهلال، فإن لم تتفق مطالع الهلال فلا، وليس من دين الله عز وجل أن يتفرق المسلمون تفرقاً مذموماً، فيجعلون لكل بلد رؤية، ولكل بلد مطلعاً، وصياماً، وإفطاراً، وعيداً!! وليس كذلك رؤية الهلال في بلد ما ملزمة لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شمالها وجنوبها، وإنما من توافقت مطالعهم وتقاربت أوقاتهم، وحدودهم، فأمكن إعلامهم بذلك وجب عليهم الصوم جميعاً، وكذلك الفطر،
لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “صومكم يوم تصومون، وأضحاكم يوم تضحون” (رواه أبو داود وفي إسناده ضعف)
 

التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى