تعد صياغة الأهداف من أولى مهارات التدريس التي يجب على المعلم أن يمتلكها، فالأهداف هي الغاية التي يسعى المعلم إلى تحقيقها من وراء العملية التعليمية. ونظرًا لأهمية الأهداف فإن علماء التربية اهتموا بها، وأطلقوا عليها مسميات كثيرة منها: “الأهداف والغايات والمخرجات والنتائج والمرامي والأغراض والنهايات والإنجازات و الفوائد والمقاصد”.
إن الهدف التعليمي هو وصف السلوك المعرفي أو المهاري أو الوجداني الذي نريد أن يقوم به المتعلم بعد دراسته لأجزاء معينة من محتوى تعليمي، أما الهدف السلوكي فيُعدُّ وصفًا لتغيير سلوكي يتوقع حدوثه في شخصية المتعلم نتيجة لمروره بخبرة تعليمية وثقافية مع موقف تدريسي، وهذا الهدف يمكن ملاحظته، ويكون المتعلم قادرًا على أدائه بعد أن تكتمل مدة تعلمه.


1- أنواع الأهداف
ميّز التربويون بين نوعين من الأهداف؛ أهداف عامة، وأهداف سلوكية.
فمن أمثلة الأهداف العامة:
– تنمية التفكير العلمي والتحليل والتخيل.
– القدرة على القراءة الصحيحة.
– تصنيف المرفوعات أو المنصوبات.
– فهمُ معنى المصطلحات الأساسية.
إن مثل هذه الأهداف لا يمكن أن تُحدِّدَ بدقة المراد حدوثه في سلوك المتعلم، بينما نجد أن أهداف الأداء السلوكية تُعْنى بهذا التحديد بكل دقة، إذ إنها تشير إلى “كيف” و”أي حد” ينبغي أن يتضح سلوك المتعلم، وهي تتضمن عدة تساؤلات. من الذي يقوم بالأداء؟ وماذا سيفعل؟ وتحت أي ظروف؟ وإلى أي مدى ينبغي أن يحقق المطلوب منه؟
ومن أمثلة أهداف الأداء السلوكي:
– أن يبين المتعلم إعراب الفاعل المفرد.
– أن يميز المتعلم الفكرة الرئيسة في النص.
– أن يستنتج معاني الكلمات الجديدة من النص.
والتساؤل الذي يطرح نفسه: لماذا نركز على الأهداف السلوكية؟
و هو أمر يرجع للأسباب الآتية:
– إنها تُعبر عن التغيرات المرغوب إحداثها في سلوك المتعلم.
– إنها تمثل النتائج المتوقعة من العملية التعليمية.
– إنها تشمل جوانب رئيسة تكون سلوك الإنسان (الجانب المعرفي – الوجداني – الحركي).
– إن تحديدها يحقق الموضوعية بين واضعي المناهج والمدرسين.
– إن تحديدها يُيسر التعامل دون غموض بين المدرسين وغيرهم من المسؤولين عن التقويم.

وتنقسم مجالات الأهداف إلى ثلاثة أقسام:
أ- المعرفية:
يقصد بها العمليات العقلية الإدراكية؛ كتذكر المعلومات، أو فهمها، وتطبيقها، أو تقويمها…
ب- الوجدانية: ترتبط بكل ما يتعلق باتجاهات المتعلمين وميولهم وقيمهم واهتماماتهم، كالميل نحو قيمة النظافة أوالقراءة وغيرها.
ج– المهارية (النفسحركية): ترتبط بنواحٍ نفسية وحركية، مثل: الكتابة بخط جميل، أو رسم الخرائط أو العزف.


2- شروط صياغة الأهداف:
مثال: أن يحدد التلميذ ثلاثة من الصفات الأساسية المشتركة بين السوائل أثناء الدرس.
نلاحظ في الهدف السابق ما يلي:
– الهدف إجرائي: يبدأ بـ (أن) + يليه فعل إجرائي (يحدد) + يليه فاعل السلوك (التلميذ) + الحد الأدنى من الأداء (ثلاثة من الصفات المشتركة بين السوائل) + الزمن (أثناء الدرس)
المعادلة: (أن + فعل سلوكي مضارع + الفاعل + الحد المتوقع + الزمن)
لاحظ شروط الأهداف الإجرائية الصحيحة في الجدول التالي:
jadwal-ahdaf.jpg
نستنتج مما سبق أن شروط الأهداف السلوكية الصحيحة هي كالتالي:
1- أن يكون الهدفُ إجرائيًّا ويتكون من: (أن+ المضارع).
2- أن يكون الهدف واضحًا محددًا.
3- أن يكون للهدف ناتج تعليمي واحد.
4- أن يكون الهدف قابلا للتقييم والقياس.
ملحوظة: هناك أفعال لا تصلح كأهداف إجرائية، لأنها غير قابلة للقياس، مثل:
تلم – تنمي – تدرك – تستوعب – تفهم – تعرف – تكسب – تزداد – تتزود – تُزود – تفكر

مهارة بناء الأهداف، الجزء الثاني: الأهداف المعرفية





– الأهداف المعرفية :

تترتب الأهداف في هذا الهرم من المستويات الأدنى للتفكير إلى المستويات الأعلى:


bloom.jpg


1- مستوى التذكر
في هذا المستوى يصبح المتعلم قادرا على تذكر وتكرار المعلومات التي سبق تعلمها، والأفعال الخاصة به هي:
(يذكر- يحدد – يُعرِّف – يعد – يعدد – يتلو- يتعرف – يختار – يعنون – يقابل بين – يصف – يسمي- يكتب – يسترجع – يستدعي)


عامةً يتعلق هذا المستوى بالسؤال التالي:
هل تستطيع تذكر المعلومات؟
أمثلة:

doc-1.jpg

ملحوظة: الفرق بين: يُعَرِّف – يتعرف على – يعرِف

“يُعرِّف”: تستخدم لتعريف المفاهيم والمصطلحات.
مثال: أن يُعرِّف التلميذ الشعر الجاهلي.
“يتعرف على”: يستخدم بمعنى يختار من متعدد متشابه، وليس له غير هذا الاستخدام.
مثال: أن يتعرف التلميذ على الفعل الماضي من الأفعال الآتية: ذهب، يذهب، اذهب.
“يَعرِف”: بفتح الياء وكسر الراء ويرفض استخدامه لأنه عام، ولا يمكن قياسه إلا إذا تحلل إلى عدة أفعال أبسط منه يمكن قياسها.

قاعدة:
إذا أردت أن تقيس صلاحية الهدف للتحقيق فصغ عليه سؤالا، ثم ضع الجواب فإن كان هذا الجواب هو الجزئية التي حددت في الهدف الإجرائي فإن الهدف ناجح 100%.


2- مستوى الفهم
يتعلق بإعادة شرح المعلومات وتفسيرها بأسلوب المتعلم الخاص، وربما يضيف عليها بعض الأفكار، والأفعال الخاصة به هي:

(يفسر- يبين – يصمم- يؤيد – يبرز – يلخص – يعيد صياغة – يحول- يعطي أمثلة “يمثل” – يترجم – يوضح – يشرح – يستنتج – يعلل)

عامةً يتعلق هذا المستوى بالسؤال التالي:
ھل يمكن أن توضح الأفكار والمفاهيم التي تعلمتها بأسلوبك؟

أمثلة:

doc-2.jpg



ملحوظة: لا يصح أن نقول ” أن يفهم الطالب/أن يدرك” والسبب لأنه عام وغير قابل للقياس.

3- مستوى التطبيق
يتعلق بتطبيق ما سبق تعلمه من حقائق ونظريات في مواقف جديدة، والأفعال الخاصة به هي:

(يطبق – يبني – يكيف – يظهر – يؤدي – يجد – يستخدم – يحسب – يعمم – يطور – يستعمل – يصنف – يعدل – يبرهن – يتنبأ – يبرهن – يرسم- يستبدل – يكتشف – ينتج – يحل- يجد – يعرب – يستخرج – يُقطِّع)

عامةً يتعلق هذا المستوى بالسؤال التالي:
ھل يمكنك استخدام المعلومات في مواقف مشابهة؟


أمثلة:

doc-3.jpg


4- مستوى التحليل
يتعلق بتحليل مادة التعلم أو المشكلة أو العلاقات إلى أجزاء، والأفعال الخاصة بهذا المستوى هي:
(يستخلص – يفرق – يبين – يميز – يقسم الموضوع – يربط – يستنتج – يقارن – يضم – يحدد – يحلل العناصر الرئيسة – يوازن – يشير إلى – يفصل – يصنف – يتتبع)

عامةً يتعلق هذا المستوى بالسؤال التالي:
ھل يمكنك تحليل المعلومات إلى أجزاء من أجل فهمها؟

أمثلة:

doc-4.jpg


5- مستوى التقويم
يتعلق بالقدرة على إصدار حكم على فكرة أو عمل أو مادة في ضوء معيار، والأفعال المتعلقة بهذا المستوى هي:

(يحكم – يبدي رأيه – يفند – يقيم – يقدِّر- يدحض- يقوِّم – يدعم – ينتقد – يبرر – يثمن – يبرهن)

عامة يتعلق هذا المستوى بالسؤال التالي:
ھل يمكنك تبرير القرار الذي اتخذته؟

أمثلة:

doc-5.jpg


6- مستوى الابتكار
يولدالمتعلم الأفكار والمعلومات باستخدام ما تعلمه سابقا، والأفعال الخاصة بهذا المستوى هي:
(يصمم – يبني – يخطط – ينتج – يبتكر – يؤلف – يتنبأ – يقترح – يفترض – يُحسِّن – يجدد – يمزج – يتخيل)
عامة يتعلق هذا المستوى بالسؤال التالي:
ھل يمكنك توليد نواتج جديدة من المعطيات؟

أمثلة:

doc-6.jpg

ملحوظة: الفرق بين مستوى الابتكار والتطبيق في (المجال المعرفي):
مستوى الابتكار يؤدي عدة نتائج.
مثال: أن يبتكر التلميذ عنوانًا جديدًا للقصة السابقة.
أما مستوى التطبيق فيؤدي إلى نتيجة واحدة.
مثال: أن يحسب التلميذ مساحة المربع الآتي (….) سم2
 

التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى