شهد

New member

تعد الفلسفة المثالية من أقدم الفلسفات في الثقافة الغربية والتي يمتد تأثيرها حتى عصرنا الحاضر، حيث يلاحظ أنها قد أثرت في كثيرٍ من النظم التربوية والتعليمية في العالم. وترجع نشأة الفلسفة المثالية إلى كتابات المفكر اليوناني أفلاطون الذي يعتبر أباً للمثالية (429-347ق.م) ثم “ما لبثت أن أصبحت خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر من أكثر الفلسفات انتشاراً وذيوعاً وربما يعود ذلك لكونها من أقرب الفلسفات للديانات السماوية.” (محمد، 2003م، ص: 70)

-1-638.jpg

ولقد مثل الفكر المثالي واحداً من أهم الأصول العقدية الفلسفية للتربية واستقي منه عدد من التطبيقات التربوية التي لايزال العمل ببعضها قائما حتى عصرنا هذا.

والمثالية Idealism مأخوذة من المثال وتعني في اللغة الإغريقية الصورة أو الفكرة ويعرفها لالاند (lalande) في معجمه الفلسفي بأنها ” الاتجاه الفلسفي الذي يرجع كل وجود إلى الفكر بالمعنى الأعم لهذه الكلمة. وبمعنى آخر هي المذهب الذي يقول أن الأشياء الواقعية ليست شيئاً آخر غير أفكارنا نحن، وأنه ليس هناك حقيقة إلا ذواتنا المفكرة أما وجود الأشياء فقائم في أن تكون مدركة عن طريق هذه الذوات ولا حقيقة لها وراء ذلك” ( شبل وآخرون 2001م،ص223). ويتم ذلك عن طريق الحدس والإلهام وإن الحقائق التي تدرك بالعقول أكثر من الحقائق التي تدرك بالحواس، إنها رؤية شاملة للكون باستخدام العقل .(جعنيني 2004م,ص: 107)


وهناك من يرى أن “الفلسفة المثالية تعني بوجه عام الاتجاه الذي يرجع الوجود إلى الفكر، أي أن الواقع الطبيعي الذي نعيشه ويحيط بنا هو روحي في أساسه. فالواقع الطبيعي ليس له وجود مطلق وإنما هو ظواهر لواقع روحي، وبالتالي فالمظهر الخارجي للإنسان ليس حقيقته إنما الروح هو حقيقته وجوهره أي أن الروح أو العقل هو العالم الحقيقي أما الأشياء في العالم الطبيعي إذا كانت أشباح أو ظلال لعالم المثل فإن هذه الأشياء لا وجود لها إلا بمقدار إدراك العقل لها واقترابها من عالم المثل” (محمد ,2003م, ص: 128)

وهي مذهب فلسفي يؤمن معتنقوه بوجود أفكار عامة ثابتة ونهائية وهي جوهر الكون وحقيقته وقد أوجد هذه الأفكار عقل عام أو روح عامة وهي كل ما هو حقيقي. كما يؤمنون بأن عالم المادة عالم الخبرات اليومية عالم غير حقيقي لأنه يتميز بالتغير وعدم الاستقرار، ولكن هذه المادة لا يدركها الإنسان بحواسه، وصيغت على مثال وجد في الفكر، والعقل وحده هو الذي يحكم على مدى مطابقة المادة لتلك المثل. (ناصر ,2001م ,ص:243)

النشأة التاريخية للفلسفة المثالية:
الفلسفة المثالية من أقدم الفلسفات في الثقافة الغربية، وترجع جذورها التاريخية إلى الفيلسوف الإغريقي أفلاطون (429-347 ق.م) الذي اعتبره مؤرخو الفلسفة ونقادها أباً لها على الرغم من وجود فكر فلسفي وفلاسفة قبله. لقد آمن بالثنائية، أي بوجود عالمين: العالم الحقيقي وهو عالم الأفكار العامة الحقيقية الثابتة (عالم المُثل)، والعالم الآخر وهو عالمنا الذي نعيش فيه وهو ظل للعالم الحقيقي ( الرشدان وآخرون 1997م ص:59,ص:60).

والفلسفة المثالية نشأت ملائمة لعصرها، فالنظام الاجتماعي – الاقتصادي الذي كان قائماً في مدينة أثينا في ذلك الوقت كان قائماً على التقسيم الطبقي للمجتمع إلى ثلاث طبقات: طبقة الأحرار، المحاربين، والعبيد. وكانت التربية الحرة مقصورة على الأحرار التي لا تنظر نظرة احترام إلى العمل اليدوي.


وكان لهذه الفلسفة تأثير كبير على حياة الشعوب، وساعدت الديانتان اليهودية والمسيحية على انتشار الأفكار المثالية على نطاق واسع. ولا يزال أثرها قوياً في أعمال المفكرين والأدباء ورجال الإصلاح والسياسيين ورجال التربية.(جعنيني 2004م,ص: 108)

وإضافة إلى المذهب التقليدي للمثالية الموضوعية والذي كان الفيلسوف اليوناني أفلاطون أبرز روادها فإن الفلسفة المثالية لها صور متعددة من أهمها:

1– المثالية الذاتية subjective idealism:
وتفسر العالم المادي تفسيراً عقلياً روحياً، إذ ترى أن الوجود هو الإدراك، فوجود الشيء يعني أننا ندركه. والمادة لا تدرك في ذاتها، وتنكر وجود المحسوسات، فهي لا تحول الأشياء إلى معان بل إنها تحول المعاني إلى أشياء ومن ممثليها “باركلي”.

2- المثالية النقدية critical idealism:
ومن روادها “كانط” الذي دحض المثالية الذاتية، إذ بين في كتاباته التمييز الدقيق بين الظواهر العقلية على كل تجربة والظواهر المكتسبة بالتجربة، ويرى أن المعرفة لا تستقي من المحسوسات وحدها ولا من العقل وحده، ولكن الحس ينقل للعقل صور المحسوسات فيضيف إليها علاقات زمنية أو مكانية، ومن هنا أضاف “كانط” العقل إلى التجربة كمصدر من مصادر العلم.

ثم هناك المثالية المطلقة التي قال بها “هيجل” وأخذها عنه “برادلي” الإنجليزي، ثم المثالية الجديدة وهي التي دعا إليها في إيطاليا “كورتشه”. ثم المثالية الشخصية عند “سور لي”.(جعنيني 2004م,ص: 108-109)


رواد الفلسفة المثالية :
هناك عدد من الفلاسفة ينظر إليهم كرواد ورموز للفلسفة المثالية في صورها المتعددة ولازالت أقوالهم الفلسفية ذات أثر عميق في التاريخ الفلسفي الإنساني ليس ذلك في المجال التربوي فقط ولكن في شتى المجالات ومن أبرزهم على الإطلاق يأتي:

أفلاطون 429-347 ق.م:
ولد في مدينة أثينا أو في أجينا في أسرة أرسطقراطية، ونال حظاً عالياً من الثقافة من علم وأدب وشعر وفلسفة، إلا أن ميله كان لعلم الرياضيات، وقضى معظم حياته يؤلف ويفكر في العلم والسياسة والتربية ويمهد لها بالفلسفة. وقد تتلمذ أفلاطون على يد العديد من الفلاسفة ومنهم سقراط الذي كان له أثر كبير على فكره وحياته.

أنشأ أكاديميته في أثينا عام (387) ق.م والتي كانت عبارة عن جامعة حفظت تراث اليونان الثقافي من هوميروس إلى سقراط، وبقي في الجامعة يعلم عن طريق الحوار والجدل، ومارس الكتابة قرابة أربعين عاماً ونشر أفكاره التربوية في كتابيه “الجمهورية” و”القوانين” التي كانت مشتقة من فلسفته وبالأخص أفكاره في طبيعة الدول والمواطنة فيها، فوضع بذلك نظاماً تربوياً شاملاً يكشف عن مواهب الفرد من أجل تحقيق العدالة والفضيلة في المجتمع، ويرى أن المدينة الفاضلة التي تصورها تمتاز بصفات الحكمة والعدالة والعفة والشجاعة. (شفشق 1982م ص:332)

وسعى من وراء نظريته في الأفكار “نظرية المثل” إلى إيجاد المسكن الحقيقي للروح، فالحقيقة عنده هي الأفكار وهي مصدر تشابه الأشياء، إنها المثل الأبدية الثابتة القائمة في أساس الظواهر الطبيعية.


واعتقد أن الأشياء ماهي إلا نسخ ناقصة لمثل كاملة لا يمكن معرفتها إلا عن طريق العقل فالعقل أزلي وكوني لأنه يعمل في أشياء أزلية وكونية وهو الذي يوصلنا إلى المعرفة الحقيقية.

لقد كان أول فيلسوف تناول المسائل الرئيسية في الفلسفة من كون ومعرفة وأفكار ووضعها في نظام متماسك، ويعتبره البعض ملك الفلاسفة، وكان يأمل أن تلعب فلسفته دوراً قوياً في السياسة. (جعنيني 2004م,ص:111)

وركز على العقل وحده دون الحواس، ويعتبر أن التخصص وتقسيم العمل أساس الحياة الاجتماعية، وخرج بنظريته في كتاب “الجمهورية” والتي ترتكز على التخصص في التربية وعلى بناء مدينة فاضلة.

كما آمن أفلاطون بقدرة التربية على علاج الفساد والتغيير للأفضل وتبدأ منذ الطفولة، لكن يلاحظ أن آراؤه واتجاهاته طوبائية بعيدة عن الواقعية الاجتماعية وغير متناسقة في إطار فكري ينظمها ويحويها، وقد ارتبط المذهب المثالي التقليدي باسمه وسميت مثاليته بالمثالية الإلهية.(التل وآخرون 1993م:ص179)

وبعد عصر النهضة والإصلاح الديني الذي حدث في الغرب ومنذ القرن السادس عشر، أصبحت المثالية من أكثر الفلسفات ذيوعاً وانتشاراً، ويرجع الفضل في ذلك إلى مساهمة عدد من الفلاسفة فيها مثل رينيه ديكارت الفرنسي (1569-1650م).

رينيه ديكارت 1569-1650م:
يعد هذا الفيلسوف من الفلاسفة المثاليين على الرغم من أن جزءاً كبيراً من فلسفته تقع في نطاق الفلسفة الواقعية، فمنذ ريعان شبابه كان يحاول التوصل إلى معارف بشأن الإنسان والكون، ولكن تعمقه في دراسة الفلسفة أوصله إلى قناعة بجهله الكامل عن الوصول إلى معارف أكيدة.

نشر معظم كتابته في كتاب “مبادئ الفلسفة” عام (1637م)، وارتبط اسمه بمذهب الشك المنهجي الذي من خلاله يتوصل الباحث والدارس إلى اليقين، فأعطى قيمة للشك باعتباره نوعاً من التفكير، وأن التفكير ما هو إلا وجود، ووصل إلى المبدأ الآتي وهو “أنا أفكر إذاً أنا موجود” أي أنه إذا انعدم التفكير انعدم الوجود.

واعتقد أن الحقيقة قائمة في العقل ولا وجود لها خارجه، فمعرفة الأشياء الخارجية تكون بالذهن لا بالحواس، ولكنه يؤكد أن الفكر ليس سبباً في خلق الوجود على نحو ما يراه بعض المثاليين، إذ إنه فصل بين العقل والمادة وبين الفكر والوجود كما فعل أفلاطون. (جعنيني 2004م,ص:113)

جورج باركلي 1685-1753م:
هو أسقف ايرلندي تبدأ فلسفته بالروح والعقل، وناضل باركلي ضد المادية لأنها تتعرض للإيمان. ويعتبر من ممثلي المثالية المتطرفة لأنه أنكر في كتابه “مبادئ المعرفة الإنسانية” وجود المادة متذرعاً باستحالة إدراك الأشياء المادية. فمثاليته مثالية ذاتية ترى وجود الشيء في إدراكه وأن الأشياء ليس لها وجود مادي مستقل عن الذوات التي تدركه، وهو بهذا قريب من ديكارت في مثاليته المنهجية عندما اعتبر وجود الله هو الأساس في وجود العالم. (جعنيني 2004م,:ص114)

ويعد باركلي من رواد (المثالية السيكولوجية ) أو (المثالية المادية ) أو ما يسمى (المثالية الخارجية) والتي توقف وجود العالم الخارجي على الذات العارفة.

إيمانويل كانط 1724-1804م:
من مشاهير الفلاسفة المحدثين، ويرى بعض المؤرخين والنقاد أنه عملاق الفلسفة الحديثة ومؤسسة الفلسفة النقدية وزعيم للمدارس المثالية الألمانية. لقد عمل أستاذاً للفلسفة في جامعة لكسمبورغ، وكان جوهر فلسفته الإيمان بوجود مفاهيم قبل التجربة أو خارجة عن نطاقها وهذا ما يشبه عالم الأفكار عند أفلاطون. ويرى أن الحواس والعقل يلعبان دوراً كبيراً في المعرفة مؤكداً مغالاة الفلاسفة العقلانيين في دور العقل ومبالغة التجريبيين في الوقوف فقط عند تجاربهم الحسية.

أرجع كانط كل شيء للإيمان وأن القدرة على المعرفة هي من عند الله، وآمن بخلود الروح وبالضمير الحي واعتبرها مسلّمات لفلسفته واختلف مع الفلاسفة المثاليين في جعل العقل باطناً في المادة، فالعالم الحسي لا يستطيع الوقوف على أرجله وحده فهو بحاجة مستمرة إلى أضواء المعرفة العقلية. (جعنيني 2004م:ص116,115)

وتتسم الفلسفة المثالية لديه بأن لها صفتان رئيستان:
  • الأولى أنها مثالية نقدية لأنها وجهت اهتمامها إلى وضع حدود للعقل وطالبت بألا يتعداها إلا في حدود التجربة الممكنة .​
  • الثانية أنها شارطة لأنها تضع الشروط الأولية التي تجعل التجربة ممكنة وهي شروط عقلية يضعها العقل دون الاعتماد على التجربة مثل مفهوم المكان والزمان والسببية وهي أطر عقلية تنظم المعرفة التي تأتي عن طريق حواس الإنسان. (جعنيني 2004م:ص115)​
هيغل (1770-1831م):
ولد في ألمانيا في مدينة شتوتغارت ومارس تدريس الفلسفة في عدة جامعات، وقد اعتمد على كانط كثيراً وكان لفلسفته تأثير كبير على الكثير من الفلاسفة الماديين.

دافع في كتاباته عن وجود حقيقة خارجة عن تجارب الإنسان، وأن كل ما يفعله البشر ما هو إلا نتاج لنشاط العقل المطلق الذي يعتمد عليه عالم البشر الحسي، وهو لا يعتقد بوجود حقيقة خارج أو فوق العقل الإنساني، فكل معرفة هي معرفة إنسانية.

آمن هيجل بالتطور الجدلي للأفكار، فكل فكرة تبنى على فكره أخرى أقدم منها، ويعتبر الفلسفة هي العلم الأكثر سمواً للعقل فهي مرآة روح العالم. وجاءت كتاباته كرد فعل ضد المثالية الذاتية والتي تؤمن بوجود عقل مطلق في الطبيعة. (جعنيني 2004م:ص 116-117)

ومن ممثلي الفلسفة المثالية أيضاً،كروتشه، جنتلي، كواريدج، وكارلايل والذين لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً.

أسس ومبادئ الفلسفة المثالية :
لكل فلسفة من الفلسفات عدد من المبادئ والركائز التي بنيت عليها وفي ضوئها برزت عدد من التطبيقات التربوية لها والتي جاءت مؤكدة للنظرة الفلسفية لرواد المثالية في قضايا الوجود والمعرفة والقيم والطبيعة البشرية.

وقد ذكر مقداد يالجن (2008م ,ص:61,53) أن المثالية لها أربعة أسس تقوم عليها فيما يتعلق بنظرتها إلى الوجود والمعرفة والقيم والطبيعة البشرية ولها تصور خاص لكل قضية من هذه القضايا الأربعة يتلخص في النقاط التالية:

1- أساس الوجود أو التصور عن الكون:
المثالية تعترف بوجود عالم روحاني إلى جانب العالم المادي وينسحب هذا على وجود الإنسان وأنه مكون من المادة والروح وعنايتهم بالعالم الروحاني أكثر من العالم المادي لأن العالم الروحاني يعني المثالي هو الأساس والعالم المادي ظل له، وتستهدف الوصول بالإنسان إلى هذا العالم والسمو إليه بتربية خاصة بالتربية الروحية وتأخذ هذه التربية أكبر اهتمام من هذه النظرية من اهتمامها بالجوانب الأخرى من التربية مثل التربية الصحية والجمالية والفنية وغيرها.

ويرى مرسي أن المثالية تنظر إلى العالم على أنه عالم العقل والروح وليس عالم الواقع، وأن هذا العالم قد رسمته عقولنا وأرواحنا. وهكذا تختزل المثالية الكون بكل ما فيه إلى عنصر واحد هو “الروح أو العقل” التي يجب أن تفهم على أنها التجرد الكامل من المادية. (مرسي، م1993،ص: 163).

وتنظر الفلسفة المثالية أيضاً إلى طبيعة العالم نظرة ازدواجية حيث قسم أفلاطون العالم إلى قسمين:
  • عالم علوي سماوي (عالم الحقيقة المطلقة والمثل المطلقة): يحوي المثل العليا من الخير والحق والجمال، ويوجد فيه العدل المطلق، والحقيقة المطلقة، والقيم المطلقة، وهذا العالم أزلي خالد غير قابل للتغير، وسيظل هكذا على الدوام ولا يمكن إدراكه إلا عن طريق العقل وعالم المثل أرقى من عالم الواقع.​
  • عالم سفلي (عالم المادة أو عالم المحسوسات): عالم الواقع المتغير، ندركه بحواسنا، وهو عالم مضطرب متحول ونهايته الفناء، عالم غير حقيقي من صنع العقل وتصوره. (محمد، 2002،ص: 71)​
2- أساس الطبيعة البشرية:
ترى المثالية أن الإنسان وإن كان فيه جانب مادي فالروح هي الأساس. فالروح لا تفنى وأما الجسم سوف يفنى. (يالجن، 2008م، ص:55-54)

“فالمثالية تنظر إلى الإنسان نظرة ثنائية، أي أنه نفس وجسم، وأن النفس جاءت من عالم المثل، وحلت في الجسم لتقضي حكماً بالسجن صدر عليها، وبعد الموت ستعود مرة أخرى إلى عالم المثل”. (فرحان، 1989م، ص:47).

ووفقاً لهذه الفلسفة “فالإنسان مؤلف من جوهرين أحدهما ينتسب إلى عالم المثل وهو النفس، والآخر ينتسب إلى عالم الحس وهو البدن، وبما أن النفس من عالم المثل فهي إلهية أزلية أبدية، وهي أسبق في وجودها في البدن وتبقى بعد الموت.(الجعفري، 2010م,، ص:25-26)

“ونجد أن أفلاطون قد فصل في النفس الإنسانية بشكل أكبر، فهو يرى أن النفس تتكون من ثلاثة أنواع من القوى أو القدرات أو الملكات هي: قوة العقل وقوة الغضب، وقوة الشهوة. وباختلاف الأفراد في القوى يختلفون في المهن التي يصلحون لها. فحيث يكون للعقل الغلبة، فصاحبه يصلح للمهن التي تتطلب الدرس والتحصيل والتفكير. وحيث تتغلب الإرادة فالمهن التي تصلح لها أعمال تتطلب القوة كالشرطة والحرب. أما حيث تسود الشهوات، فخير ما يصلح لها المهن التي تتطلب التجارة والإنتاج حيث الربح وتتحقق الذات الشخصية”. (النوري، 1979م، ص:150)

ووظيفة التربية حسب هذه الفلسفة هي التنمية الروحية، وتهتم هذه الفلسفة بالتربية العقلية والأخلاقية والإيمانية، أي الإيمان بالله وبالعالم المثالي، والتربية الأخلاقية تعين الإنسان على تزكية النفس والتخلص من النيات والغايات السيئة. (يالجن، 2008م ، ص:55-54)

3- الأساس المعرفي وطبيعة المعرفة في الفلسفة المثالية :
المثالية حسب فلسفتها المبدئية في تقسيم العالم إلى العالم العلوي المثالي والعالم السفلي المادي الحسي ترى أن مصدر المعرفة أساساً السماء أو العالم المثالي عالم الأرواح، وترى أن الإنسان يعني روح الإنسان قبل أن تحل وتنزل في جسم الإنسان كانت تعرف المعارف ومزودة بالمعارف ولكن لما نزلت إلى الجسم نسيت المعلومات وتذكر المعلومات بالتدريج حسب النمو ومساعدة أدوات الحواس أو أجهزة المعرفة في الجسم.

ويرى اليماني أن المعرفة لدى المثاليين نوعان:
  • معرفة حقيقية أزلية الأفكار أداتها العقل، فالحقيقة النهائية والمعرفة المطلقة موجودة في العالم العلوي، وهي عبارة عن الأفكار العامة الثابتة والشاملة والمثل النقية الأزلية وهي خالدة لا تتغير ووظيفة العقل هي البحث عن المعرفة الحقيقية المطلقة. (اليماني، 2004م:ص 63).​
  • معرفة متغيرة حسية أداتها الحواس: فالحواس ترتبط بالعالم المادي الحسي وهو عالم متغير متقلب زائف، والحواس غير قادرة على معرفة الحقيقة وإدراكها، كونها غير صادقة في إدراكها ولا تدرك سوى الأمور المتغيرة ومظاهر الأشكال، بينما المعارف الحقيقة الثابتة الموجودة في عالم المثل لا يدركها إلا العقل وهو يستمد ثباته وخلوده منه. والعقل هو الذي يدرك المعارف الحسية المتغيرة ويحولها إلى صور ومعاني ويسوغها في أفكار مدركة. (العمايرة، 1999م، ص:216)​
ويمكن تلخيص آراء المثالية حول المعرفة في:

1- المعرفة مستقلة عن الخبرات الحسية ولا تستمد منها، ويؤكد أفلاطون على أن المعرفة المكتسبة عن طريق الحواس هي معرفة غير أكيدة.

2- المعرفة الحقيقية هي نتاج العقل وحده لأن العقل بحكم طبيعته يحول فوضى المادة إلى تأمل الترتيب والوضوح الذي تتسم به النماذج الأصلية النقية. فالحقيقة تكمن في أفكار العقل وليس في العالم الفيزيائي.

3- بعض المثاليين ومنهم أفلاطون يعتقدون أن المعرفة هي عملية استدعاء لها من عالم الروح، والأفكار لها وجود مستقل في عالمها الذي تنتمي إليه “عالم المثل”. أما المثاليون في العصر الحديث ومنهم باركلي فيرون أن الإنسان قادر على معرفة ما يدركه فقط، وهذا يعني أن معرفته تتمثل في حالته العقلية فقط، فالوجود يتوقف على العقل.

4-المعرفة لدى المثاليين بديهية وفطرية، فالإنسان مولود وفي عقله مقولات أساسية أو أفكار موروثه لا تحتاج إلى تجربة أو حواس للتأكد من صحتها. (بدران وآخرون ,2001م,ص:131)

5-المعرفة ثابتة لا تتغير على الرغم من تغير الظروف الاجتماعية والثقافية، والمعرفة أيضاً يقينية لا تقبل الشك لأن مصدرها العقل ويرون أن المعرفة عامة بين جميع البشر. (بدران وآخرون، 2001م، ص:131-132 بتصرف)

6- يرى الفيلسوف هيجل أن المعرفة تكون صحيحة إلى الحد الذي تشكل فيه نظاماً، وكلما كان هذا النظام أكثر شمولاً كانت الأفكار الذي يتضمنها أكثر اتساقاً. فالمعرفة ليست مجزأة بل موحدة طالما أن الحقيقة التي تعكسها المعرفة هي ذاتها كل واحد، وتسمى بـ “نظرية الترابط المنطقي للحقيقة”. (مرسي، 1993م,ص: 169).

وحجتهم في عدم الاعتماد على الحواس في المعارف أن الحواس تخطئ ولا تدرك الحقائق إدراكاً تاماً. (يالجن 2008م، ص:58)

4- الأساس القيمي في الفلسفة المثالية :
ذكر يالجن ( 2008م، ص:58) أن الفلسفة المثالية تهتم بالقيم وقد بين أحد روادها الأوائل وهو أفلاطون مثلثة القيم وهي قيم الحق والخير والجمال. وقد اشتهرت هذه القيم منذ أفلاطون، واهتمام المثالية بالقيم من متطلبات تلك الفلسفة وقد انعكست هذه القيم على نظريتها التربوية على نطاق واسع، لأن هذه القيم هي وسيلة للرقي إلى عالم المثل. فلا بد من تربية الأجيال عليها حتى يكون الكمال الإنساني.

فيرى أفلاطون: “أن العالم المادي الذي نعيش فيه لا يستحق الاهتمام لأنه أشباح فانية وإنما الذي يستحق الاهتمام هو عالم القيم الروحية والمثل العليا لأنه حقائق خالدة وهي تتمثل في الخير والجمال والحق، وأن الخير هو الحق وأنهما يتضمنان الدين والخلق”.

ويرى جعنيني (2004م:ص 119-120) أن هناك عدة مبادئ تؤمن بها الفلسفة المثالية قديماً وحديثاً ولكن بدرجات متفاوتة، لعل من أهمها:

1- النظر إلى العالم نظرة ازدواجية، فهناك عالم الأفكار (المثل) وهو العالم الحقيقي، والعالم الآخر وهو العالم الأرضي وهو الظل للعالم الحقيقي، وأن الحقيقة النهائية موجودة في عالم الأفكار وهي ليست من صنع الفرد أو المجتمع لأنها مطلقة وشاملة ويمكن للعقل معرفتها عن طريق الإلهام أو الحدس، وليس عن طريق الطرائق العلمية، أو الوصول إليها بواسطة العقل المطلق، وأن هذه الحقيقة ذات طبيعة عقلية أو ذهنية أو روحية وهي المعرفة الحقيقية.

2- تنظر إلى الإنسان نظرة ازدواجية فهو مكون من عقل أو روح وجسم، وترتكز على الروح أو العقل وتهمل الجسم.

3- تنظر إلى الكون المادي من خلال الذات العارفة وتعلق وجوده على وجود العقل الذي يدركه، وأن الأشياء المادية هي مصدر الفساد وأصل المعرفة الظنية.

4- تؤمن بأن الوجود لاحق على الماهية، بمعنى أن جوهر الإنسان (ماهيته) الذي يعبر عن خصائصه الذاتية التي تميزه عن غيره من الكائنات تسبق وجوده الفعلي.

5- تكمن الجذور العرفانية للمثالية في المبالغة في جانب واحد من جوانب عملية المعرفة المعقدة، وتضفي عليه صفة الإطلاق وتفصله عن الواقع والعالم المادي.

6- تفسر نشوء الأفكار من تلقاء نفسها مستقلة عن الواقع، فمفهوم الأشياء يوجد مستقلاً عنها.

7- تعتبر أن العقل البشري جزء من العقلي الكلي الشامل المتغلغل في الكون، والمعرفة الحقيقية هي من نتاج هذا العقل والحقيقة كامنة في أفكار العقل فالمعرفة مستقلة عن الخبرة الحسية.

8- القيم ثابتة لا تتغير، ويتوصل إليها العلماء والعظماء عن طريق الإيحاء ولا يجوز الشك فيها، وصالحة لكل مكان وزمان. وأهم القيم في نظرها هي القيم المطلقة وهي: الحق المطلق والخير المطلق والجمال المطلق، وهي موجودة قبل وجود الإنسان وجزء من تركيب الكون، لذا يجب أن تقوم سياسة المدرسة على مبادئ راسخة ثابتة.

9- تبحث الفلسفة المثالية في أمور الحياة والكون، فتكشف ثغرات وفجوات تحاول سدها بمنهج العلم فتفشل، ومن ثم تلجأ للعقل وحده تسأله عن الحل فيدلها على أفكار خارج الطبيعة.

التطبيقات التربوية للفلسفة المثالية:
أنتجت الفلسفة المثالية عدداً من التطبيقات التربوية والتي تأتي انعكاسا للأسس التي قامت عليها هذه الفلسفة ويمكن تلخيصها في النقاط التالية :

1- مفهوم التربية وأهدافها:
يتلخص مفهوم التربية عند المثاليين في أنه مجهود بشري للوصول إلى كمال العقل والتغلب على الشر، فالتربية هي العملية التي تساعد المتعلم للتعبير عن طبيعته الخاصة، أي إعداده للحياة من خلال تزويده بالمعرفة والبحث عن الحقيقة كي يصبح إنساناً خيراً. (جعنيني 2004م,ص122-125)

و يرى أفلاطون أن التربية ” عملية تدريب أخلاقي أو هي المجهود الاختياري الذي يبذله الجيل القديم لنقل العادات الطيبة للحياة ونقل حكمة الكبار التي وصلوا إليها بتجاربهم إلى الجيل الصغير”.

وتؤكد هذه الفلسفة على تنمية الجوانب العقلية والروحية في الإنسان، فأي تربية لا تهتم بالعقل أو الروح فهي ليست تربية واقعية لأن مهمتها صقل روح الإنسان لأنها أهم جزء في كيانه.

وتهتم بتنمية الجانب الأخلاقي عند المتعلم في انسجام مع الكل الروحي الذي ينتمي إليه. لقد حددت المثالية أهداف التربية في البحث عن الحقيقة المطلقة اللامادية، والاهتمام بتحقيق الذات. وجعلت الهدف العام للتربية “هو إعداد الطالب عقلياً وخلقياً بغية تحقيق جميع القيم والمثل التي تريدها المثالية وبذلك تنقسم الأهداف إلى:
  • هدف عقلي وهو المعرفة المطلقة.​
  • هدف خلقي وهو القيم والمثل المطلقة. (اليماني، 2004م:ص66).​
2- المثالية والمنهاج:
تعتقد المثالية أن هدف المناهج التربوية لا يخرج عن كونه محاولة للوصول إلى المطلق باعتباره الجوهر، والمطلق لا يمكن الوصول إليه من أول محاولة؛ لذلك تؤكد المثالية على التكرار لأنه الوسيلة للوصول إليه، ويرون أن المناهج التربوية مهما بلغت من الكمال والدقة عاجزة عن الوصول إلى الهدف النهائي. وبناء على هذا التصور فإن المنهاج الذي تقترحه ثابت غير قابل للتطور انطلاقاً من فكرة ترك القديم على قدمه، وأهم ما يدرس لديهم: دراسة الفنون الحرة والعقلية والكتب العظيمة التي أنتجها العظماء والمفكرون والدراسات الكلاسيكية والاهتمام بالفلسفة والتاريخ والأدب والدين والفنون الجميلة.

ومنهاج المثالية منهاج مقفل يهتم بالمادة الدراسية أكثر من اهتمامه بالمتعلم، ولا يؤمن بالنشاطات اللاصفية الخارجة عن المقرر الدراسي، إلا في حدود ضيقة اعتقاداً بعدم مساهمتها في تدريب عقول المتعلمين وملئها بالحقائق، كما لا تؤمن بالمشاركة الجماعية في رسم السياسة التربوية ووضع المناهج، لأنها لا تشجع الإرشاد والتوجيه، وترى حلاً واحداً لكل مشكلة، كما أنها لا تشجع مجالس الآباء والمعلمين.

3- المثالية وطرق التدريس:
اعتمدت المثالية على طرق التدريس التي تهدف إلى حشو عقول التلاميذ حشواً ميكانيكياً بالحقائق والمعلومات التي توصل إليها الأجداد، فالمعلم عليه تلقين المعلومات وما على المتعلم إلا أن يحفظها وأن يخزنها في عقله كما ترى أن على المعلم استعمال العقاب البدني من أجل المحافظة على الهدوء في غرفة الدراسة كما أنها لا تهتم بمراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ.

وتركز المثالية على طرق المحاضرة والإلقاء، وفي نظرها يعتبر التلميذ مثالياً إذا جلس صامتاً ساكناً ليتمكن من استيعاب المعارف التي تلقى عليه من أجل خزنها وحفظها، لذلك ركزت المثالية على العقوبات البدنية لإخضاع الجسم خضوعاً تاماً للعقل.

كما أنها تركز على التعليم السردي الذي يعتمد على طنين الكلمات، وعموماً فإنها في مجال التربية والتعليم قد ركزت على تدريب الجانب العقلي، وأهملت تدريب الجسم والاهتمام به مقارنة بالاهتمام بالعقل، وأهملت تأثير البيئة على الإنسان، وركزت على تعليم الصفوة؛ لما لهم من إمكانات نظرية للتعلم والاستمرار فيه.

4-المعلم في الفلسفة المثالية :
يعتبر المعلم في هذه الفلسفة أهم عناصر العملية التعليمية، ويمثل القدوة للتلاميذ سواء في الجانب العلمي أو الجانب الأخلاقي، وقد أشار إلى هذا مرسي (1993م، ص: 177) بقوله “وبالنسبة للمعلم فإن لدى المثاليين توقعات عالية وكبيرة منه إذ يجب أن يكون المعلم ممتازا ليكون قدوة حسنة للتلميذ من الناحية العقلية والخلقية على السواء، وليس هناك في المدرسة عنصر آخر أهم من المعلم”.

“ودور المعلم الأساسي يتمثل في نقل المعرفة التي يحتويها الكتاب للتلاميذ، حيث يُعد الكتاب المصدر الرئيس للتعلم في هذه الفلسفة؛ لأنه يتضمن نتاج عقول الأجداد أو تجارب الجنس البشري، “فالمدرَّس- في هذه الفلسفة- يتلخص دوره في ملء عقول التلاميذ بالحقائق والمعلومات الثابتة، حيث يقوم بتهيئة الجو المناسب ليعلمهم، ويجهز لهم البيئة المثلى للعيش والحياة، ثم يأخذ بيدهم، ويرشدهم بنظرياته ودروسه، إلى أقصى درجات الكمال الذاتي فيحقق بذلك هدف التربية”. (أبو العينين 1408ه، ص: 284).

ويذكر ناصر (2001م، ص:245-246) أن المعلم في هذه الفلسفة يجب أن يكون:
  • متصفا بالأخلاق الحميدة الصالحة.​
  • ذو تحصيل علمي – دراية علمية كافية – لأنه الشارح لقوانين القوى العظمى.​
  • الناصح الحكيم، ومكتشف المجهول.​
  • صاحب شخصية جذابة وقائدا أكاديميا.​
  • لديه القدرة على توصيل المعرفة أو المعارف اللازمة.​
  • قدوة للمثل الأعلى، لكي تؤثر شخصيته في تلاميذه.​
  • في مكان الأب وله نفس القوة والمسؤولية.​
  • مهمته التربوية توليد الأفكار والمعاني من عقل التلاميذ، حيث أن المعاني فطرية كامنة في الإنسان.​
  • قدوة حسنة لتلاميذه من الناحية العقلية والخلقية على السواء.​
5-التلميذ في الفلسفة المثالية :
تنظر هذه الفلسفة للتلميذ على أنه كائن روحي؛ ومن ثم تركز على تربية هذا الجانب و تهمل بقية الجوانب الأخرى، ودور التلميذ في هذه الفلسفة سلبي، يجب عليه الطاعة والانضباط وتلقي المعرفة من المعلم وحفظها واسترجاعها. “والتلميذ يُعتبر مثاليا إذا جلس صامتا ساكنا ليتمكن من استيعاب المعارف التي تلقى عليه من أجل خزنه وحفظها”. (جعنيني 2004م: ص125).

ويرى ناصر (2001م، ص: 246) أن التلميذ في هذه الفلسفة يجب أن يتصف بما يلي:
  • أن يكون مطيعا ومتعاونا وجديرا بالاحترام.​
  • أن ينفذ الوصايا والأوامر دون اعتراض.​
  • أن يخضع كل التلاميذ لمقررات دراسية واحدة.​
  • التلاميذ الضعاف يرسبون ويعيدون المواد نفسها التي رسبوا فيها.​
  • العلاقة بين التلميذ والمعلم تتصف بالرسميات.​
  • أن يتعلم احترام القيم الروحية وقيم الأفراد الآخرين.​
  • دراسة البيئة المحلية التي يعيش فيها.​
أوجه النقد التي وجهت للفلسفة المثالية:
الفلسفة المثالية شأنها شأن غيرها من الفلسفات تضمنت نواحي إيجابية وأيضاً تم نقد بعض تطبيقاتها. فبالنظر إلى الفلسفة المثالية كفلسفة تربوية محافظة اتسمت بالحفاظ على التراث المعرفي ونقله واعتبرت التربية هي عملية إعداد لحياة مستقبلية فإن هناك بعض النواحي الايجابية الأخرى قد أكدتها تلك الفلسفة مثل :
  • التأكيد على الجانب المعرفي وأهمية المعرفة بالنسبة للمتعلم.​
  • الاهتمام بالثقافة والحفاظ عليها .​
  • وضع المعلم في منزلة سامية واعتباره أهم عناصر العملية التربوية.​
  • التأكيد على أهمية الجوانب الخلقية والدينية في تنمية شخصية المتعلم.​
وهناك أوجه نقد وجهت لتلك الفلسفة من أبرزها:
  • الاخفاق في فهم طبيعة المتعلم؛ والنظر إليه على أنه عقل أو روح خالصة والاهتمام بالمعرفة أو تنمية العقل فقط وإهمال الجسم وكل ما يمت إليه من مناشط خارج البرامج الدراسية.​
  • قصور في فهم وظيفة المدرسة على أنها المحافظة على التراث ونقله للأجيال التالية فالمدرسة لها وظائف أخرى بجانب الحفاظ على التراث.​
  • النظر إلى التلميذ على أنه سلبي يتلقى المعلومات التي يلقيها عليه المدرس وكذا استخدام العقوبات البدنية في حقه.​
  • الاهتمام بالعلوم النظرية وإهمال العلوم التجريبية.​
  • إقامة الحواجز بين العلم الواحد مما نتج عنه ظهور منهج المواد المنفصلة.​
  • قصر الأهداف التربوية على تدريب العقل فقط وإهمال النواحي الجسمية. كما أن هذه الأهداف فُرضت على التلاميذ ولم يضعوه لأنفسهم بل وضعها الكبار له.​
  • الطبقية وتعليم الصفوة. (بدران وآخرون، 2001م، ص:108-109-110- 245- 246-247)​
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى