سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

غسان المفلح :السياسة

كتب المخرج السوري الكبير هيثم حقي يقول “الآلية التي تعمل بها المافيا (وبعض الدول حتى الكبرى منها) ترتكز على فكرة خلق تهديد لتقديم الحماية. وإذا لم يكن هناك تهديد تقوم المافيا نفسها بخلق هذا التهديد لكي يفهم المهدَد بأن عليه دفع ثمن الحماية للمهدِد. وكلما عظُم التهديد رضخ المستهدَف لشروط المافيا … فإذا طلبت الحرية أتوك بالقاعدة وخلافة وإمارة إسلامية وغيره… فتقول : احموني بطلت حرية …” “فشة الخلق” هذه للصديق هيثم كرد على ماجاء من تصريحات وبيانات ومقابلات صوتية خلال الايام الماضية, مع قادة “جبهة النصرة” كأبي محمد الجولاني, وتنظيم القاعدة بالعراق برئاسة الشيخ ابو البكر البغدادي, حول ما يسمى إقامة دولة العراق والشام الاسلامية, صحيح ان الجولاني انكر علمه بتصريح البغدادي! لكنه اكد أنه والبغدادي تحت قيادة أيمن الظواهري.

كنا نتوقع أن تكون هذه معركتنا اللاحقة على طريق الحرية بعد اسقاط العصابة الاسدية, لكن الشباب في “النصرة” ارادوا ادخالنا فيها باكرا, وقبل نهاية الطغمة الاسدية. لهذا اعتبر بعضنا في المعارضة السورية هذه التصريحات نصراً تكتيكياً للعصابة الاسدية.

- جبهة النصرة ترفع الراية السوداء لتنظيم القاعدة, وكنا حذرنا من هذا الموضوع منذ البداية…لا يوجد في خطابها أي رمز يشير للثورة السورية.

- تضع نفسها تحت قيادة الشيخ ايمن الظواهري في افغانستان, وتكشف بشكل مباشر على انها ليست تنظيما سورياً.

- شقت الحراك العسكري وتمثيله الثوري, منذ لحظة انبثاقها على حاجز باب الهوى مع تركيا بعد تحريره بعد سنة تقريبا من انطلاق الثورة.

- قيادتها السياسية في الخارج الافغاني وما يعنيه الخارج الافغاني, والخارج الافغاني هذا كان ولايزال بعض قادته على علاقة طيبة وقوية مع النظام الايراني والعصابة الاسدية, وفرع “القاعدة” في العراق متورط اكثر في هذه العلاقة.

- اميركا رعت من بعيد, أومن قريب احيانا, نشوء جبهة النصرة, لتحقيق هدفين:

الأول: ابعادهم عن العراق…والثاني شق التمثيل السيادي للثورة, وايجاد ذريعة واضحة لوصم الثورة بالارهاب, لكي يتسنى لهم أخذ الوقت الذي يحتاجونه خلال تغطيتهم على جرائم العصابة الاسدية, ويعطونها الوقت تلو الوقت عسى ولعل تئد الثورة هذا من جهة, ومن جهة اخرى يساعدها هذا الامر في التملص من التدخل لحماية المدنيين, ومن التملص من رفع الغطاء الدولي قانونيا عن العصابة الحاكمة.

- بعد نشوء “النصرة” انتشرت على الارض خطابات تتحدث عن” ثورة اسلامية” و”دولة اسلامية” كنوع من التنافس مع “النصرة” من قبل بعض الكتائب في الجيش الحر المشكلة حديثا. علما ان الثورة في سورية هي ثورة حرية. كنت كتبت لبعض قادة جبهة النصرة رسالة اقتطع جزءاً منها الآن” خرج اهل حوران للثورة وبعدها حمص ودوما وبانياس(…) كانت شعاراتهم الحرية الموت ولا المذلة واسقاط النظام, والشعب السوري واحد, ورفع علم الاستقلال, ولم ترفع الراية السوداء في أي تظاهرة من تظاهرات الشعب السوري(…) كيف اصبحت الثورة الان والتضحيات كلها من أجل اعلاء كلمة الله? لا اعرف? وهل كانت المافيا الاسدية قد منعت عنكم الله(…) التظاهرات خرجت من أجل الحرية فأين كنتم كجبهة نصرة?”

- هنالك فارق كبير بين بعض العناوين, وجود جماعة الاخوان المسلمين السوريين في المعارضة, وجود وطني وبرموز سورية, ولا رابط بين وجود الجماعة وبين وجود جبهة النصرة. ثقافة الشارع كاسلام تقليدي معتدل ومنفتح على بقية الاديان والطوائف في سورية, لاعلاقة له بنشوء جبهة النصرة التي تشكلت بفعل عوامل خارجية, ثقافيا وسياسيا وماليا ورمزيا ايضا. والعوامل الداخلية التي ساهمت بذلك وعلى ضعفها سببها الموقف اللاأخلاقي للمجتمع الدولي.

- وجود جبهة النصرة يجب ألا يكون ذريعة لاحد لتدعيم ما يطرح من حل سياسي تكون العصابة الاسدية جزءاً منه.

- على المعارضة السورية القيام باوسع حملة اعلامية وتنويرية من اجل الرد على اعلام جبهة النصرة.

- على الجيش الحر ألا يدخل معها بأي معركة جانبية.

- “النصرة” كانت نتيجة لتواطؤ دولي على الثورة السورية فليتحمل الغرب مسؤوليته تجاه ذلك, من غير تحميل ثورة شعبنا المسؤولية, وعلى المعارضة السورية توضيح هذه القضية من دون كلل او ملل. “النصرة” تنظيم ارهابي كما تقول اميركا حسنا هي كذلك, ولكن ليدعموا المعارضة السورية وقوى الجيش الحر إذا ارادوا سحب البساط من تحت جبهة النصرة, وبامكانهم تجفيف الموارد عنها لو ارادوا ذلك.

- ليست مجبرة قوى الثورة العسكرية الدخول بأي معركة مع جبهة النصرة, قبل سقوط العصابة الاسدية.

الثورة السورية قامت من أجل الحرية والكرامة” الآن وفي المستقبل كبر كما تشاء لكن لا تطالب بحريتك, لاتطالب بتغيير النظام الاسدي واسقاطه لن يقترب منك ابدا…واذهب للجامع قدر ما تشاء ايضا, واقرأ كتبا دينية قدر ما تشاء ومارس كل الطقوس… لن يقترب منك أحد… لكن عندما ناديت بالحرية واسقاط العصابة من اجل الحرية يصبح بعد ذلك كل ما تقوله يواجهه بالرصاص سواء كنت تكبر .. او تصلب ..سواء كنت مؤمنا او ملحداً الامر سيان عنده”. هذه ثورتنا وهذا منطلقها…من أتتها صفة الاسلامية هذه?

جبهة النصرة ارهابية…حتى لو اسقطت وحدها العصابة الاسدية.

كاتب سوري
 

عودة
أعلى