سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

*كلنا شركاء- مراسل المحليات- دمشق*

غوطة دمشق: المنطقة الخضراء التي سبق وأن سجّلت لنفسها فيما مضى مكانةً تاريخية في الثورة السوريّة ضد الاحتلال الفرنسي، تعودُ اليوم لتبرزَ من بين مناطق دمشق الثائرة ضد نظام الأسد بعملها المؤسساتي. دوما وعربين وسقبا وحمورية كانت اولى المناطق خرجت عن سيطرة النظام هذه المناطق سرعان ما شكلت مجالس محلية وادرة مدنية لرعاية شؤون سكانها.

أدواتُ المقاومة في هذه المناطق اليوم تختلف عمّا كان بين يدي ثوار الغوطة في العشرينات من القرن الماضي. حواسب حديثة وأجهزة ماكنتوش نقالة، وكاميرات رقمية وأجهزة اتصالٍ فضائي بالأنترنت، ناشطين مختصين بالشأنِ الإعلامي، يقومون بتغطية الاخبار في غرف عمل يتم فيها بشكل يومي نشرِ آخر تطوّرات الوضع الميداني.

غسان ابو رامز يشغل مدير مكتب التواصل والتنسيق الثوري في الغوطة الشرقية, أسس المكتب مجموعة ناشطين تفرغوا للعمل في الحقل الاعلامي. ابو رامز رغم كبر عمره حيث تجاوز الخمسين عاماً ألا انه أدرك اهمية نقل الصورة والخبر عن الثورة السورية. قال” تم الدعوة لاجتماع عدد من الناشطين الاعلاميين في الغوطة الشرقية وعقد اول جلسة في مدينة سقبا في بداية العام الجاري. ناقشنا واقع الثورة والتحديات في المرحلة القادمة ونتج اللقاء حول نقطتين أساسيتين, الاولى: تنظيم الحراك الثوري في الغوطة الشرقية ضمن مؤسسات متخصصة في كل المجالات. الثانية: البحث في أفكار ورؤى سياسية لتكون الواجهة السياسية للثورة”

الناشطونَ في القطاع الإعلامي في مناطق الغوطة الشرقية كانوا في بداية الثورة يقومون بالدور ذاته تجاه الأنشطة السلمية في المناطق التي يتواجدون بها، ومع انتقال الحراك في تلك المناطق إلى التسلح، الا انه لم يثني أولئك الشبان بخبرتهم إلى تنظيم القطاع المدني، ليلعبوا دوراً مثل الكثيرين من المتطوعين الذين يؤدون أدواراً أخرى إلى جانب من يحمل السلاح.

ابو رامز أكد ان من بين اهم قرارات الاجتماع هو تشكيل مكتب التواصل والتنسيق الثوري الذي شّكل” لجنتين تحضيريتين الأولى تعنى بأمر التنظيم الإداري لتشكيل المكاتب الفرعية من خدمي وطبي واغاثي, وتجميعها في مكاتب موحدة وقد تم تشكيل مكتب التواصل والتنسيق الثوري في الغوطة الشرقية ليقوم بهذه المهمة ويعد المكتب هو الجهة الإدارية المسؤولة عن تنظيم مختلف الفعاليات ويعمل المكتب على توحيد الطاقات الثورية بمختلف المجالات ويختار الكفاءات في المناطق وتوحيدها ضمن عمل مؤسساتي منظم ومكاتب موحدة ذات هيكلية واضحة وشفافة تحفظ مكتسبات الثورة وتؤمن الغذاء والمستلزمات الصحية وتشكيل كتائب أمن داخلي وتأمين الخدمات للمواطن في المناطق المحررة وتقوم بربط الجهات الداعمة بإدارات المكاتب المعنية”

العاملين في مكتب التواصل والتنسيق شباب متطوعين يتوزّعون بين مهامٍ متنوعة، مكتب إعلامي موحد وأخر اغاثي موحد ومكتب طبي موحد. تُدار أعماله في مكان عملٍ ثابت للتنسيق والتواصل مع كل القطاعات. المكتب الاعلامي مثلا يقوم برفع التقارير المصورة عبر شبكة الإنترنت، كما يرافق المراسلون الميدانيون الكتائب في تجوالها وفي عملياتها وغالباً ما يكون الإعلاميون الميدانيون هم المصدر الأساسي للأخبار التي يعتمدُ عليها المكتب الإعلامي في بثه. هذا العمل يتم ضمن ظروفٍ متطلبة لإجراءات أمان واحتياطاتٍ بالغة الدقة، أولها اختيار المكان المناسب الذي يُتوخّى في اختياره أن يكونَ بمأمنٍ عن خطر القصف وبعيداً عن أي تجمعٍ لقوات المعارضة المسلحة، أو في منطقة قريبة من الطريق العام كون هذه المناطق مستهدفة من الطيران الحربي التابع للنظام.

ابو رامز يشرح هرمية العمل المؤسساتي في الكتب يقول” يتألف مكتب التواصل والتنسيق الثوري من مكتب تنفيذي وهيئة عامة وجمعية تأسيسية. يعتبر رؤساء المكاتب الموحدة أعضاء في الهيئة العامة, كما يعتبر أعضاء المكاتب الموحدة والفرعية أعضاء في الجمعية التأسيسية والتي تضم عددا من الشخصيات العامة والمستقلة والتي لها تأثير بالثورة وهي مفتوحة لأي شخص يريد المشاركة إن كان له تأثير شعبي يفيد الثورة”

ويتابع ابو رامز” المكاتب التي تم تشّكيلها الى الان هي:

1. المكتب الاغاثي2. المكتب الطبي3. مكتب الخدمات4. المكتب الإعلامي5. المكتب القضائي والشرعي

6. المكتب التربوي والتعليمي7. مكتب الارتباط العسكري”



وينهي ابو رامز كلامه” في ظل هذا الواقع الصعب للمناطق التي تم تحريرها من سلطة النظام القمعي القاتل والذي حاربها النظام بالحصار الخانق و القصف الممنهج والتخلي المتعمد من مؤسسات النظام عن مسؤولياتها اتجاه المواطنين وانعدام أدنى مقومات الحياة نتيجة هذه السياسة من قبل النظام المجرم وانقطاع الغذاء والدواء والمياه و الكهرباء والمحروقات والقصف المستمر على الأحياء السكنية من قبل الآلة العسكرية للنظام بكل أنواعها, في ظل هذا الواقع قررنا ان نؤسس مكتب التواصل والتنسيق الثوري ليصبح ادارة مدنية مصغرة للمناطق التي خرجت عن سيطرة النظام”

ورغم الحصار الخانق على مناطق الغوطة الشرقية من انقطاع للتيار الكهربائي وشح في الوقود وانقطاع وسائل الاتصال, الا ان الناشطين يصنعون الحياة بأدوات بسيطة تعكس تصميمهم وأرادتهم في بناء مستقل أفضل.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى