سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

ماثيو ليفيت

وول ستريت جورنال

12 تشرين الثاني/نوفمبر 2013

“مقابلة أجراها صموئيل روبنفيلد مع زميل معهد واشنطن ماثيو ليفيت حول الكيفية التي يجمع بها «حزب الله» أمواله وكيف يستخدمها.”

*

«حزب الله» هو أكثر من مجرد منظمة مسلحة مناهضة لإسرائيل رغم أن هذا التصور هو السائد في الولايات المتحدة. فما هو أثرها العالمي، ولماذا ينبغي أن تكون مبعث قلق للأمريكيين؟

ما أذهلني وأنا أخوض في أبحاث الكتاب هو الأثر العالمي الحقيقي لـ «حزب الله»، والذي يمتد ليس فقط في الشرق الأوسط بل في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وحتى في أمريكا الشمالية. ففي يوم [الجمعة الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر] بالذات، أوقعت “إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية” مسؤول لمكافحة الإرهاب في سورينام [ملاحظة المحرر: ذلك المسؤول هو نجل الرئيس] في قضية مرتبطة بـ «حزب الله». وحتى 11 أيلول/سبتمبر، كان «حزب الله» مسؤولاً عن قتل عدد من الأمريكيين فاق عدد الذين قتلوا على أيدي أي منظمة إرهابية أخرى، كما أن تاريخ التنظيم في استهداف المصالح الغربية، بما في ذلك المصالح الأمريكية، يعود إلى ما قبل 30 عاماً مضت.

فقبل ثلاثين عاماً في مثل الشهر الماضي، قام «حزب الله» بتفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية وثكنات الجيش الفرنسي في بيروت، وكان كلاهما جزءاً من قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام.

أما اليوم فتصف الاستخبارات الأمريكية العلاقة بين إيران و «حزب الله» بأنها شراكة استراتيجية، حيث تشكل إيران الشريك الأساسي، وهو ما يفسر جزئياً سبب ضلوع «حزب الله» في الإرهاب الدولي أكثر مما كان عليه الحال في أي وقت منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

مناقشة الطرق العديدة التي يستخدمها «حزب الله» لجمع الأموال.

يحصل «حزب الله» على ملايين الدولارات سنوياً من إيران؛ فهو يتلقى ما يصل إلى 200 مليون دولار كل عام. كما أنه متورط في إساءة استغلال الأموال الخيرية وابتزاز الأموال من كبار المانحين، لكن الشئ الأكثر أهمية هو أنه متورط في نشاط جنائي بصورة أكبر من أي منظمة إرهابية أخرى.

وتتراوح هذه المخططات من عمليات الاحتيال الصغيرة التي يرتكبها الأفراد المناصرون لـ «حزب الله» مثل الاحتيال على بطاقات الائتمان وتزوير الشيكات والغش في منتجات حليب الأطفال الصناعي المخفف وتهريب السجائر وعمليات الاحتيال في الرهن العقاري واحتيالات تأشيرات الدخول وأكثر من ذلك، وحتى النشاط الجنائي الأكثر تنظيماً مثل مخططات شراء الأسلحة المعقدة التي تتضمن شركات الاستيراد والتصدير التي تعمل كواجهة، ومؤخراً، أصبح الأمر لا يقتصر فقط على إنتاج المخدرات، لا سيما الكوكايين من غرب أفريقيا، بل يشمل ايضاً نقل وغسيل عوائد هذه المخدرات.

هناك مزاعم بأن «حزب الله» اشترك في مخطط يتضمن مبيعات السيارات المستعملة. هل يمكنك الحديث عن هذا الموضوع؟

ترتبط مبيعات السيارات المستعملة في الولايات المتحدة بقيام «حزب الله» بغسل عوائد المخدرات. وعندما كشفت وزارة الخزانة الأمريكية اختراق «حزب الله» لـ “البنك اللبناني الكندي”، وجدت كذلك أنه قام في بعض الحالات بنقل المخدرات من أمريكا الجنوبية عبر “خط العرض 10″ إلى غرب أفريقيا، ذلك الخط الذي تطلق عليه قوات إنفاذ القانون “الطريق السريع 10″.

وفي بعض الحالات، تم غسل العوائد من خلال شراء السيارات المستعملة في الولايات المتحدة والتي كان يجري شحنها بعد ذلك إلى غرب أفريقيا وبيعها هناك. وفي بعض هذه الحالات على الأقل، ساد اعتقاد بأن الأشخاص الذين يبيعون تلك السيارات في الولايات المتحدة يعرفون الطبيعة الإجرامية لهذا النشاط ومتورطون فيه، وربما يعلمون روابط «حزب الله» وتورطه في هذا النشاط أيضاً.

كيف تُنقل الأموال عبر البنوك؟

يستخدم «حزب الله» النظام المالي الرسمي مثلما هو الحال مع أي كيان آخر. فهو يحتفظ بحسابات مصرفية باسم أفراد، كما أن لديه مؤسسات تعمل في إدارة الأموال وشركات بناء وغير ذلك الكثير. يجب أن نتَذَكّر، أن «حزب الله» ليس كياناً محظوراً في لبنان. كما أنه يمارس أنشطة سرية وأخرى علنية… ومن الصعب على المصارف أن تعرف بالضرورة متى تكون الأموال سرية لأنها دائماً ما تكون مسجلة باسم شخص ما.

ما الذي تفعله الولايات المتحدة وغيرها لوقف تدفق تلك الأموال؟

يعتمد الأمر كله على المناطق ذات الاختصاص القضائي. ففي الأماكن التي يحظر فيها «حزب الله»، كلياً أو جزئياً، هناك عتبات قانونية لاستهداف أموال الحزب التي تنتقل عبر تلك النظم المالية. وفي الأماكن التي لا تُحظَر فيها الجماعة، لا تزال هناك معايير صناعية تلزم البنوك بالقيام بإجراءات العناية الواجبة ومعالجة المسؤولية الائتمانية تجاه مساهميهم وموازنة المخاطر.

وحتى لو كانت الأموال في بلدان لم تُحظر فيها الجماعة، فهناك طرق للتعامل مع المؤسسات المالية وتبادل المعلومات التي تفسر طبيعة المخاطر التي ربما يعرضون لها أنفسهم من خلال إجراء معاملات مالية تتضمن أموال «حزب الله» إذا فعلوا ذلك عن علم ومعرفة.

هل هناك أي شيء آخر ينبغي أن نعرفه عن «حزب الله»؟

«حزب الله» يعني أشياءً كثيرة. فهو حزب سياسي، وميليشيا، بل جماعة إرهابية أيضاً، وهو متورط في الجريمة الدولية. لقد أصبح النشاط الجنائي الدولي وعلى نحو متزايد المصدر الأكثر أهمية لتحقيق الإيرادات لهذا التنظيم وتلك هي نقطة الضعف لأنها تجعل الجماعة عرضة للمزيد من التدقيق من قبل قوات إنفاذ القانون.

وحتى قبل الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على جناحيه العسكري والإرهابي، أبدت دول جنوب أوروبا، التي كان «حزب الله» ينقل المخدرات فيما بينها، قدراً من التعاون في الغالب. فلم يكن لتلك البلدان مصلحة في قيام أي كيان، سواء كان «حزب الله» أو أي شخص آخر، بنقل المخدرات في بلادهم.

كما أن «حزب الله» يفضل تزوير العملات فئة الـ 100 دولار و200 يورو. وبعيداً عن كافة تعريفات الإرهاب، يتعيّن على السلطات التي تحمي النظم المالية المحلية والدولية أن تأخذ الأمر على محمل الجد.

http://www.addtoany.com/add_to/twit...لة وأجوبة حول “التأثير العالمي” لـ «حزب الله»http://www.addtoany.com/add_to/goog...لة وأجوبة حول “التأثير العالمي” لـ «حزب الله»http://www.addtoany.com/share_save#...لة وأجوبة حول “التأثير العالمي” لـ «حزب الله»
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى