سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

أحمد صلال-كلناء شركاء

الدولة القطرية,بعد رحيل الاستعمار الأجنبي عن البلدان العربية,أضحت واقع حال,يجب التعامل معه بواقعية.

تنازع شرعية إشكالية الهوية,بعد رحيل الاحتلال الأجنبي,تيارين’قومي/عروبي,وآخر,ديني/إسلامي,مسارد هذه المشهدية السياسية والفكرية,تجاهلت أو تعامت عن ولادات قطرية أضيق,هناك شيء يولد,أصبح يصطلح عليه في السعودية سعودي وفي الأردن أردني وهلمجرا,تمايزات أضيق,تسترعي الواقعية السياسية والفكرية,تناولها بالتشريح والتكريس المجتمعي,وخاصةً تعليمياً واقتصادياً.

ولكن عدم الواقعية المذكورة آنفاً,تنامت بين ثناياها,تكريس تمايز ما تحت قومي وطني وديني,نتيجة الانشغالات بهذه المطروحات الهوايتية,وعدم الاشتغال على التنمية المجتمعية,التعليمية والاقتصادية,التي تنتشل المجتمعات من رعويتها البدائية,وتجاوزا نقول,رعوية زراعية,مترافقة مع منسوبات أمية وفقر وعاطلة عن العمل غير مسبوقة,أوصلت المجتمعات العربية,وخاصةً تلك القاطنة خارج المنظومة النفطية,لمآلات فكرية وسياسية واقتصادية ومجتمعية,يكسوها عدم التجانس,والبحث عن قواسم للعيش المشترك,دفعت أثمانه,وما زالت تتدفع أثمانه,غالياً على كافة الأصعدة البشرية والمادية.

الربيع العربي,وضعنا من جديد أمام سؤال تاريخي يعري الهوية,ونحن أمام احتمالين:

أولهما:أن نسمح للسرد التاريخي الدائري,لإشكالية الهوية,أن تبقينا ضمن صومعيتها,عبر تنشيط مفاعيل تمايزية قسرية,آيدلولوجية أو دينية,تنفي بالضرورة شراكة الآخر الافتراضي بالوطن,وتحيلنا لممارسات بسماركية,مترافقة مع عنف مادي ومستلزمه العنف المعنوي.

ثانيهما:الخروج من مسارد السرد التاريخي الدائري,والاشتغال والحفر على هوية مؤنسنة,تقوم على علمانية وعالمية,الممارسة و السلوك,ومع مراعاة خصوصية تجربتنا,والاشتغال المجتمعي,عبر التنمية التعليمية والاقتصادية.

إذا نحن أمام فرصة سانحة,تخرجنا من مسارد التاريخي الدائري,والتنازع الهوايتي,العروبي والإسلامي,ومحاولة بسماركة السلوكيات,نحو البحث عن آفاف لا يمكن الوصول إليها إلا عبر الدولة القطرية,القائمة على التنوع والاختلاف والكفاءات,والاحتكام لأكثر وأقلية سياسية,ضمن منطق صندوق الاقتراع.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى