فقد سيارات واختفاء استراحات واحتجازات تطال أهالي السر بعد "سيل عرمرم"



صور سيول الطائف

فهد العتيبي- سبق- الطائف: ما إن بزغت شمس اليوم الأربعاء، إلا وظهر حجم الكارثة التي خلّفتها سيول الأمطار أمس على حي السر جنوب محافظة الطائف، فقد بات الحُزن ليلته الماضية وأفاق مجدداً وسط نظرات في انهيارات لأجزاء من المنازل، واختفاء بعض الاستراحات والسيارات واقتلاع الأشجار، ولكن الحمد لله بلا ضحايا، في الوقت الذي تجددت فيه ذكرى "كارثة سيول جدة"، حيث كان المنظر مشابهاً مع اختلاف الموقع؛ كون الحي تحيط به الكثير من الأودية التي سالت فجأة وغيرت معالم الحي وما جاوره، حتى أطلق عليه الأهالي اسم "سيل السر العرمرم".

وقد ظهر التفاف الأهالي فيما بينهم اليوم، وبدؤوا ينتشرون بحثاً عن مآسيهم، وعيونهم ترقب مفقوداً أو محتجزاً؛ كون الرؤية باتت واضحة عندما انبلج النهار، حتى تواردت أسئلة البحث والاستفسار والتنقيب، وانتهوا إلى أنه لا يوجد مفقود، ولم تخلف السيول الجارفة -ولله الحمد- أي ضحايا، سوى أنها اقتصرت على الأضرار التي لحقت بالممتلكات.

وكانت الإنسانية الصادقة قد تجلت في أبناء حي السر، عندما بدؤوا يتنقلون ويزورون المواقع الإيوائية للسؤال عن الأسر وما تحتاجه من مؤن لتوفيرها لهم في الحال، وكوّن مشايخ قبيلة السوطة من عتيبة، وهم المعنيون بالحي، لجاناً منبثقة عنهم يشرفون عليها مع عمد الأحياء والوجهاء والأعيان بالقبيلة، والوقوف بقوة تجاه ما وقع لأبناء الحي من أقاربهم، والبحث في كيفية مساعدتهم، مثبتين بذلك قوة الترابط والتواصل الأسري في أبهى صوره، وينشدون الأجر والمثوبة من الله -عز وجل- قبل كل شيء، ثم التفافهم الأسري المتفردين به.

"سبق" ذهبت إلى الحي وشهدت الأضرار التي لحقته، ورصدتها بعدستها، في حين كان الكل يرقب الرصد الصادق من الموقع، كما لوحظ أن الكثير من المواطنين كانوا يبحثون عن سياراتهم المفقودة، والتي ربما قد دفنت.

وكان لشيخ قبيلة السوطة "عبدالله السواط" حديث أدلى فيه بوصف الحدث الكبير، وألقى بالتهمة على وزارة النقل، التي "لم تقف على واقع العبارات والكباري بالحي، وبالمناطق المجاورة؛ كونه على طريق الجنوب"، وقال: "يؤسفنا أن هذه العبارات قديمة وبعضها متهالك، وأن مخارج السيول لا تفي بالغرض، ولا تخضع للصيانة، وأنها ليست بحجم الأودية الكثيرة بالمنطقة"، واصفاً إياها بـ "العبارت العتيقة".

وكشف السواط عن أضرار جسيمة وقت لأهالي حي السر، تمثلت في الممتلكات فقط، جاء منها "استراحات وسيارات وأحواش ومزارع ومنازل"، بخلاف الأثاث الذي تعرض للتلف جراء دخول مياه السيول عليه، مشيراً إلى أن "مجمع حمزة بن عبدالمطلب التعليمي بالحي تضرر هو الآخر من دخول مياه الأمطار عليه".

وامتدح السواط دور الفرق الصحية التي كانت قد انتشرت في الحي، وتحديداً بموقع الحدث، وكذلك الفرق الإسعافية الخاصة بالهلال الأحمر، وانتشارها، كما أشاد بجهود مركز صحي السر والعاملين فيه، في الوقت الذي طالب فيه فرق الدفاع المدني بمضاعفة الجهد والقيام بأعمال إضافية والانتشار بكافة المواقع ومراقبتها، وزيادة وسائل السلامة، وتقدير الخسائر.

وأورد السواط قصة عدد من الأشخاص كانوا يتمسكون بشجرة بعد محاصرتهم من السيول، حتى تولى بعض الشباب من أهل الحي تقديم المساعدة لهم وإنقاذهم.

وكانت خدمة الكهرباء والماء قد انقطعت عن الحي منذ بدء كارثة السيول وحتى ما بعد ظهر اليوم، حيث عادت الكهرباء، ولا يزال الماء منقطعاً عن أهالي حي السر، وأبلغوا الجهات المسؤولة، ولكن دون أي تجاوب، حسب قولهم.



من جهةٍ ثانية، وقف محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، ظهر اليوم، على الأضرار التي وقعت بحي السر، والتقى عدداً من المتضررين الذين كانوا ينتظرون حضور اللجنة التي أعلن عنها أمس داخل إحدى قاعات الأفراح، فيما نقل لهم تحيات وسؤال واهتمام الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، كما أعلن عن تشكيل خمس لجان رسمية لحصر الأضرار الناتجة من السيول التي داهمت الحي، برئاسة العميد محمد الزائدي من منسوبي الدفاع المدني بالطائف، وبدأت فعلياً أعمال اللجنة وتجوالها بالحي لرصد الأضرار التي لحقت بالأهالي جراء السيول.

 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى